الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٣٠٥
عنده من العلم بأنهم أخرجوا كرها ولم يؤذوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان يأمل توفيقهم وهدايتهم إلى الله تعالى ورسوله ومع ذلك فقد أبي ابن البختري عند ما قال له المجذر بن زياد البلوي حليف الأنصار أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نهانا عن قتلك، فقال ابن البختري: أنا وصاحبي - جنادة بن مليحة من بنى ليث؟ قال له:
لا والله ما نحن بتاركي صاحبك وما أمرنا رسول الله إلا بك وحدك... فاختار القتالوقتله المجذر.
ومن أراد الاطلاع على ذلك فليراجع المصادر مثل الكامل في التاريخ: ٢ / ٨٩، والطبري نفسه في تاريخه: ٢ / ٢٨٢، والصحيح من سيرة النبي الأعظم: ٣ / ١٧٢، والسيرة النبوية لابن هشام: ٢ / ٢٨١، والسيرة الحلبية: ٢ / ١٦٨، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ١٤ / ١٣٣ و ١٨٣، والبداية والنهاية لابن كثير: ٣ / ٢٨٤، الدرجات الرفيعة: ٨٠، ومجمع البيان: ٤ / ٥٥٩، وغيرها.
أما أن العباس قد أسر فلا شك ولا ريب في ذلك، وقد نص عليه كل من أرخ وقعة بدر من أهل السير والأخبار، وهو (صلى الله عليه وآله) الذي قال: سمعت تضور عمي العباس في وثاقه فمنعني النوم، فقاموا إليه فأطلقوه فنام رسول الله (صلى الله عليه وآله). (ذكر ابن الأثير في الكامل: ٢ / ٨٩، والدرجات الرفيعة: ٨٠، ومجع البيان: ٤ / ٥٥٩، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ١٤ / ١٨٢، وكنز العمال: ٥ / ٢٧٢ ح ٥٣٩١، والصحيح من سيرة النبي الأعظم: ٣ / ٥٢٠، والبداية والنهاية: ٣ / ٢٨٥، وصحيح مسلم: ٦ / ١٥٧. وقد ذكره الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: ١ / ٥١١ ح ٥٤١ وهو حديث طويل ولكن جاء في آخره:... فجاء رجل من الأنصار - أبو اليسر - كما ذكره الماوردي: ٢ / ٤٦ واسمه كعب بن عمرو.
وذكره أيضا ابن قتيبة في المعارف: ١٥٥، قال العباس: يا رسول الله إن هذا والله أسرني بعدما أسرني رجل أجلح من أحسن الناس وجها، على فرس أبلق ما أراه في القوم، فقال الأنصاري أنا أسرته يا رسول الله، فقال: أسكت لقد أيدك الله عزوجل بملك كريم، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): كيف أسرت العباس يا أبا اليسر، قال: يا رسول الله لقد أعانني عليه رجل ما رأيته قط هيئته كذا وكذا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لقد أعانك عليه ملك كريم. وقال للعباس: افدنفسك، وابني أخيك عقيل بي أبي طالب، ونوفل بن الحارث، وحليفك عتبة بن عمر، فقال: يا رسول الله إني كنت مسلما ولكن القوم استكرهوني، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أعلم باسلامك. فإن كان ما قلت فإن الله يجزيك. ففدى العباس نفسه بمائة أوقية وفدى كل واحد من بني أخيه وحليفه بأربعين أوقية. (انظر الأحكام السلطانية للماوردي: ٤٦).
ولذا نجد مفتي الشافعية أحمد دحلان صاحب السيرة النبوية في ١ / ٥٠٤ من هامش السيرة الحلبية يدافع عن العباس ويقول: كان العباس يكتم إسلامه وكان (صلى الله عليه وآله) يطلعه على أسراره حين كان بمكة، وكان (صلى الله عليه وآله) قد أمره بالمكوث في مكة ليكتب له أسرار قريش إلى غير ذلك من الأدلة، ولسنا بصدد مناقشته هنا، ومن أراد فليراجع نصوص العلماء في الموضوع وكيفية تضور العباس الذي أقلق رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومنعه من النوم، وتولى عمر بن الخطاب شد وثاقة العباس بن عبد المطلب والحوار الذي دار بين عمر بن الخطاب والعباس.
والخلاصة: ان البخاري في تفسير سورة الحج: ٣ / ١٠٧ من صحيحه قال: نزلت هذه الآية في الذين بارزوا يوم بدر وهم: علي وصاحباه حمزة وعبيدة، وشيبة بن ربيعة وصاحباه عتبه بن ربيعة والوليد بن عتبة. وقال أيضا: إن أبا ذر كان يقسم أن هذه الآية نزلت في علي وصاحبيه وعتبة وصاحبيه يوم برزوا في يوم بدر.
وكذلك في صحيح البخاري: ٥ / ١٤٢ ط دار الفكر، و: ٦ / ١٢٤ ط مطابع دار الشعب، و: ٣ / ١١٦ ط الخيرية بمصر، و: ٥ / ٧٩ ط بمبي، أسباب النزول للسيوطي بهامش تفسير الجلالين: ٤٤٢ ط بيروت، تفسير القرطبي: ١٢ / ٢٥، وتفسير ابن كثير: ٣ / ٢١٢.
وأيضا في شواهد التنزيل: ١ / ٣٨٦ ح ٥٣٢ و ص ٥٠٣ ط مجمع إحياء الثقافة الإسلامية تحقيق المحمودي و ح ٥٣٣ - ٥٣٥ و ٥٣٨ و ٥٤٢. وصحيح مسلم كتاب التفسير: ٢ / ٦١١ ط عيسى الحلبي و: ٨ / ٢٤٥ ط محمد علي صبيح بمصر، ذخائر العقبى: ٨٩، الرياض النضر: ٥ / ٢ / ٢٠٧ ط مصر، و: ٢ / ٢٧٤ الطبعة الثانية، المستدرك للحاكم: ٢ / ٣٨٦ وصححه، تلخيص المستدرك للذهبي المطبوع بذيل المستدرك، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: ١ / ٤٦٣، إحقاق الحق: ٣ / ٥٥٢، الدر المنثور للسيوطي: ٤ / ٣٤٨. أسباب النزول للواحدي: ١٧٦، نظم درر السمطين: ٩٣الصواعق المحرقة: ١٢٤ ط المحمدية و ٧٦ ط الميمنية بمصر، تفسير الفخر الرازي: ٦ / ٢٢٢، و: ٢٣ / ٢٩ ط البهية بمصر.
أما العاص بن سعيد بن العاص بن أمية وعامر بن عبد الله، ونوفل بن خويلد بن أسد، ومسعود بن أمية بن المغيرة، وقيس بن الفاكه، وعبد الله بن المنذر بن أبي رفاعة والعاص بن منبه بن الحجاج وحاجب بن السائب ذكرهم الواقدي في المغازي: ١ / ٤٨ ط أكسفورد، والشيخ المفيد في الإرشاد: ٦٤ و ٧٢، والإربلي في كشف الغمة: ١ / ٢٤١، والبخاري في صحيحة: ٦ / ٩٨، وصحيح مسلم: ٨ / ٢٤٥، والفلكي في الإبانة، والطبرسي في مجمع البيان: ٢ / ٥٥٩، والصحيح من سيرة النبي الأعظم: ٣ / ١٩٢، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ١٤ / ٢٠٨، والمغازي للواقدي: ١٤٣ - ١٥٣ ط آخر، والسيرة النبوية لابن هشام: ٢ / ٤٣٦، بحار الأنوار: ١٩ / ٢٩١ و ٢٩٣ و ٣٦٥، المعارف لابن قتيبة: 156.