الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٣٠٥

للواحدي: ٢٣١، المعجم الكبير للطبراني: ١ / ١٤٤، المناقب لابن المغازلي: ٢٦٤ ح ٣١١.
وقفة وتأمل:
رويت معركة بدر بعدة طرق ولسنا بصدد بيانها بل نأخذ تفصيل الخبر من ابن هشام في سيرته: ٢ / ٢٥٣ وصحيح مسلم كتاب الجهاد والسير: ٣ / ١٤٠٣ لنقطع دابر أصحاب النفوس المريضة والأقلام المأجورة المشككة في كل واقعة وفضيلة لأهل البيت (عليهم السلام) من أمثال: ابن كثير، وابن تيمية، وابن خلدون، وابن القيم الجوزية، ومن تبعهم في ذلك المنهج المخالف لقوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).
والملفت للنظر في هذه الوقفة هو قول المؤرخ والأستاذ صاحب تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي الدكتور حسن إبراهيم حسن والمدير السابق لجامعة أسيوط وخريج الجامعات الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية يقول تحت عنوان " غزوة بدر الكبرى ": ١ / ١٠٧ ط ٧ دار الأندلس بيروت في الهامش رقم ٣: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أول من سمى عبد الله بن جحش بأمير المؤمنين، وهو أول من سمي بهذا الاسم... ويسرد القصة كاملة ولكن لم يشر إلى علي (عليه السلام) لامن بعيد ولا من قريب بل ذكر عذرا واهيا لمن تخلف عن المعركة وهو عثمان بن عفان كما جاء في ص ١١٠ بأنه تخلف بأمر الرسول (صلى الله عليه وآله) مع أسامة بن زيد في المدينة لتمريض رقية بنت الرسول وزوجة عثمان التي فاضت روحها والمسلمون في المعركة، وأتى البشير بالنصر وهم يوارونها في التراب... ثم يتكلم عن الأنفال وتقسيم الغنائم وكأن كتابه جاء لشرح المبررات لأصحاب الأعذار وتقسيم الغنائم مع العلم أنه لم يذكر طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وأبا لبابة والحارث بن حاطب الأنصاريان، وهؤلاء كلهم من المتخلفين عن معركة بدر. (انظر المعارف: ١٥٤).
ولكن لا أقول له إلا ما ذكره هو في نفس الصفحة السطر الثاني حيث يقول: ونسي كل فريق من هؤلاء - الذين أحاطوا بالرسول يحرسونه خشية أن يغتاله المشركون والذين دخلوا في لهوات الحرب - نصيب الآخرين واستحقاقهم في النفل... وأقوال: فإنك أيها الأستاذ قد نسيت أو تجاهلت أو أنساك الله جهاد وبطولات الإمام علي (عليه السلام) ولا أريد أن أذكرك بقوله تعالى (نسوا الله فأنساهم أنفسهم) بل أورد لك ما قالته المصادر التاريخية فقط دون تعليق حفظا للألقاب التي تحملها والموجودة على صفحات كتابك.
روى ابن هشام وقال: وأتاه الخبر عن قريش ومسيرهم ليمنعوا عيرهم، فاستشار الناس وأخبرهم عن قريش، فقام أبو بكر الصديق فقال وأحسن، ثم قام عمر بن الخطاب فقال وأحسن، ثم قام المقداد... ثم ذكر ما قاله المقداد وما قالته الأنصار، بينما لم يذكر ما قاله أبو بكر ثم عمر!
وفي صحيح مسلم: فتكلم أبو بكر فاعرض عنه، ثم تكلم عمر فأعرض عنه، فقام المقداد... لاحظ أن مسلما هكذا ذكر أيضا، ولم يذكر ما تكلم به أبو بكر، وكلاهما لم يتما ذكر الخبر... ولكن نحن ننقل تمام الخبر من مغازي الواقدي: ١ / ٤٨ - ٤٩ ط اكسفورد، وإمتاع الأسماع للمقريزي: ٧٤ - ٧٥. قال الواقدي: قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، إنها والله قريش وعزها، والله ما ذلت منذ عزت، والله ما آمنت منذ كفرت، والله لا تسلم عزها أبدا ولتقاتلنك، فاتهب لذلك أهبته وأعد لذلك عدته. ثم قام المقداد بن عمرو فقال: يا رسول الله، امض لأمر الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لنبيها (فاذهب أنت وربك فقتلا إنا ههنا قعدون) المائدة: ٢٤، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، والذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لسرنا معك... وقال سعد بن معاذ: والذي بعثك بالحق لو استعرضت هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما بقي منا رجل، وصل من شئت، واقطع من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، وما أخذت من أموالنا أحب إلينا مما تركت.
هذا من جانب أيها الدكتور العزيز، ومن جانب آخر فقد أثبت أهل السير والتاريخ واتفق علماء الحديث من الفريقين أن النبي (صلى الله عليه وآله) أعطى عليا (عليه السلام) رايته يوم بدر، فهذا الطبري في تاريخه: ٢ ص ١٣٨ قال: وكان صاحب راية رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب (عليه السلام) وصاحب راية الأنصار سعد بن عبادة.
وقال صاحب الاستيعاب بهامش الإصابة: ٣ / 33:... وأجمعوا على أن عليا (عليه السلام) صلى القبلتين وهاجر وشهد بدرا والحديبية وسائر المشاهد، وأنه أبلى ببدر وبأحد وبالخندق وبخيبر بلاء عظيما، وأنه أغنى في تلك المشاهد، وقام فيها المقام الكريم، وكان لواء رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيده في مواطن كثيرة، وكان يوم بدر بيده. وقال ابن عباس: دفع رسول الله (صلى الله عليه وآله) الراية يوم بدر إلى علي وهو ابن عشرين سنة. (المصدر السابق).
وأما ابن عساكر في تاريخ دمشق: 1 / 142 ح 200 فقال: إن راية المهاجرين كانت مع علي (عليه السلام) في المواقف كلها يوم بدر، ويوم أحد، ويوم خيبر، ويوم الأحزاب، ويوم فتح مكة، ولم تزل معه في المواقف كلها. وقال أيضا في 145 ح 208: إن علي بن أبي طالب كان صاحب لواء رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم بدر وفي كل مشهد.
أما تشكيك الطبري في: 4 / 226 من حضور العباس غزوة بدر فهو تشكيك في غير محله ولسنا بصدد مناقشة الطبري وأمثاله حتى أن ابن قتيبة في معارفه: 154 أول ما ذكر العباس بن عبد المطلب، وكذلك في سيرة ابن هشام: 22 / 321 بل نورد الأحاديث التي وردت من قبله (صلى الله عليه وآله) بالنهي عن قتل العباس خاصة وقتل بني هاشم عامة. وكذلك نهى عن قتل أبي البختري بن هشام بن الحارث بن أسد، مع ملاحظة أن نهيه (صلى الله عليه وآله) عن قتل بني هاشم عامة ونهيه عن قتل عمه خاصة تأكيد وتشديد ومبالغة لما
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 305 305 305 313 314 315 316 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 مقدمة التحقيق 9
3 ترجمة المؤلف 15
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 16
5 مكانته العلمية 17
6 شيوخه 20
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 21
8 آثاره العلمية 21
9 شهرة الكتاب 24
10 مصادر الكتاب 25
11 رواة الأحاديث من الصحابة 38
12 مشاهير المحدثين 46
13 مخطوطات الكتاب 54
14 طبعاته 57
15 منهج العمل في الكتاب 58
16 شكر و تقدير 60
17 مقدمة المؤلف 71
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 113
19 في المباهلة 113
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 141
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 163
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 177
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 181
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 195
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 207
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 219
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 281
28 فائدة 533
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 537
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 549
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 561
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 567
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 597
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 605
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 609
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 641
37 فصل: في ذكر البتول 649