الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٣٠٣
المدينة فقال: ما أنا بداخلها حتى يقدم ابن عمي وابنتي - يعني عليا وفاطمة رضي الله عنهما -.
قال أبو اليقظان: ولما وصل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى قبا حدثنا بما أرادت به قريش من المكر، ومن مبيت علي على فراشه، وبين مؤاخاة الله بين جبرئيل وميكائيل، وجعل عمر أحدهما أطول من عمر الآخر... الحديث المقدم بتمامه كما ذكره صاحب الكشاف أيضا.
قال: وكتب النبي (صلى الله عليه وآله) إلى علي (عليه السلام) يأمره بالمسير إليه والمهاجرة هو ومن معه، وكان علي كرم الله وجهه بعد أن توجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) قام صارخا بالأبطح ينادي:
من كان له قبل محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمانة فليأت ترد إليه أمانته وقضى حوائجه وجميع أموره. وابتاع ركايب وأجمالا بسبب المهاجرة، ولم يكن ينتظر غير ورود كتاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلما ورد عليه الكتاب خرج بالفواطم وخرج معه أيمن بن أم أيمن مولى النبي (صلى الله عليه وآله) وجماعة من ضعفاء المؤمنين ومعهم [أم] أيمن أيضا، فأتوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو نازل بقبا على بني عمرو بن عوف لم يدخل المدينة.
فلما أن جاؤوا خرج من قبا يوم الجمعة بجمع من بني سالم ومن معه من المسلمين وهم يومئذ مائة رجل، ثم ركب ناقته وجعل الناس يكلمونه في النزول عليهم ويأخذون بخطام الناقة فيقول (صلى الله عليه وسلم): خلوا سبيلها فإنها مأمورة. فبركت عند موضع مسجد (1) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يومئذ يصلي فيه رجال من المسلمين وهو مربد (2) لسهل وسهيل غلامين من بني مالك بن النجار اشتراه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعشرة دنانير، وقيل: امتنعوا من بيعه وبذلوه لله عزوجل، وهو الصحيح، فاتخذه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مسجدا (3) وهو مكان مسجده اليوم. وهذا تفصيل شيء من مواقف أبي الحسن (رضي الله عنه)

(1) في (أ): قبر.
(2) في (أ): مؤبد. والمربد: مجلس الإبل وما شاكلها.
(3) في (أ): تسجدا وهو تصحيف أو خطأ من النساخ.
(٣٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 298 299 300 301 302 303 304 305 305 305 305 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 مقدمة التحقيق 9
3 ترجمة المؤلف 15
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 16
5 مكانته العلمية 17
6 شيوخه 20
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 21
8 آثاره العلمية 21
9 شهرة الكتاب 24
10 مصادر الكتاب 25
11 رواة الأحاديث من الصحابة 38
12 مشاهير المحدثين 46
13 مخطوطات الكتاب 54
14 طبعاته 57
15 منهج العمل في الكتاب 58
16 شكر و تقدير 60
17 مقدمة المؤلف 71
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 113
19 في المباهلة 113
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 141
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 163
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 177
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 181
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 195
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 207
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 219
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 281
28 فائدة 533
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 537
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 549
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 561
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 567
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 597
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 605
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 609
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 641
37 فصل: في ذكر البتول 649