الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٣٢٧
أسد الإله وسيفه وقناته * كالظفر يوم صياله والناب جاء النداء من الإله وسيفه * بدم الكماة يسح في تسكاب لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى * إلا علي هازم الأحزاب فكان السيف لمنبه بن الحجاج السهمي، كان مع ابنه العاص بن منية يوم بدر، فقتله علي (رض) وجاء بالسيف إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأعطاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا بعد ذلك فقاتل به دونه يوم أحد.
ويروى أن بلقيس أهدت إلى سليمان (عليه السلام) سبعة أسياف كان ذو الفقار منها، وقد جاء في بعض الروايات عن علي بن أبي طالب (رض) أنه قال: جاء جبرئيل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال له: إن صنما باليمن مفغر في الحديد فابعث إليه فادققه وخذ حديده (2). وقال علي (رض): فدعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبعثني إليه فذهبت ودققت الصنم وأخذت الحديد فجئت به إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) واستضرب (3) منه سيفين، فسمى أحدهما ذو الفقار، والآخر مخذما، فتقلد رسول الله ذو الفقار وأعطاني مخذما، ثم أعطاني بعد ذلك ذو الفقار فرآني وأنا أقاتل به دونه يوم أحد فقال:
لا سيف إلا ذو الفقار * ولا فتى إلا علي (4) قال الواقدي في المغازي (5):

وقد ورد في نسخة (ب): ونظم درر السمطين للزرندي: الصقر (بدل) الظفر، هذا بالنسبة إلى البيت الأول، أما بالنسبة إلى الثاني منه ففيه: السماء (بدل) الإله، و: يسلح (بدل) يسح، و: التسكاب (بدل) تسكاب.
(٢) في (ب، د): الحديد.
(٣) في (ج): فاستعرت.
(٤) انظر سيرة ابن هشام: ٣ / ٥٢، والإرشاد للشيخ المفيد: ٤٧، ونظم الدرر: ١٢٠.
(٥) المغازي للواقدي: ١ / ٢٨٣.
أما ابن الأثير في الكامل: ٢ / ١٠٧ فقال: وقاتل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يومئذ قتالا شديدا، فرمى بالنبل حتى فني نبله وانكسرت سية قوسه، وانقطع وتره، وأصيب بجرح في وجنته، وآخر في جبهته، وكسرت رباعيته السفلى، وشقت شفته وعلاه ابن قمئة بالسيف.
وروي أن أبي بن خلف دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم أحد فبرز إليه فقتله. كما جاء في الأحكام السلطانية للفراء: ٤٢. وروى ذلك أيضا ابن إسحاق والواقدي وموسى بن عقبة في المغازي وهو الرجل الوحيد الذي قتله (صلى الله عليه وآله) بيده لأنه جاء يريد قتل النبي (صلى الله عليه وآله) ويقول له: لا نجوت إن نجوت، فأخذ (صلى الله عليه وآله) الحربة من الحارث الصمة وطعنه في ترقوته، فخدشه خدشا مات منه بسرف.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة: اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله في سبيل الله - ثم أضاف: - وقاتل دونه علي ومعه خمسة من الأنصار استشهدوا في الدفاع عنه رضي الله عنهم وأرضاهم، وترس أبو دجانة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بنفسه، فكان يقع النبل بظهره وهو منحن عليه.
وقد ورد في الأحكام السلطانية والولايات الدينية لأبي الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الماوردي البغدادي: ٤٠ قال: حكى محمد بن إسحاق أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ظاهر يوم أحد بين درعين، وأخذ سيفا فهزه وقال: من يأخذ هذا السيف بحقه؟ فقام إليه عمر بن الخطاب فقال أنا آخذه بحقه، فأعرض عنه، ثم هزه الثانية وقال: من يأخذ هذا السيف بحقه؟ فقام إليه الزبير بن العوام وقال: أنا آخذه بحقه، فأعرض عنه فوجدا في أنفسهما، ثم عرضه ثالثة وقال: من يأخذ هذا السيف بحقه؟ فقام إليه أبو دجانة سماك بن خراشة (خرشه) فقال وما حقه يا رسول الله؟ قال: أن تضرب في العدو حتى ينحني، فأخذه منه وأعلم بعصابة حمراء كان إذا أعلم بها علم الناس أنه سيقاتل ويبلى، ومشى إلى الحرب وهو يقول من السريع:
أنا الذي أخذته في رقه * إذ قال من يأخذه بحقه قبلته بعدله وصدقه * للقادر الرحمن بين خلقه المدرك الفائض فضل رزقه * من كان في مغربه وشرقه ثم جعل يتبختر بين الصفين فقال (صلى الله عليه وآله): انها لمشية يبغضها الله إلا في هذا الموطن.
ودخل الحرب مبتدئا بالقتال فأبلى وأنكى، وهو يقول من السريع:
أنا الذي عاهدني خليلي * ونحن بالسفح من النخيل وروى ذلك باختلاف بسيط في الألفاظ صاحب الأحكام السلطانية القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين الفراء: ٤٢. ورواه أحمد ومسلم وابن إسحاق وغيرهم كما جاء في البداية والنهاية: ٤ / ١٥.
وأضاف الشيخ المفيد في الإرشاد: ١ / ٨٢: وثبت أمير المؤمنين (عليه السلام) وأبو دجانة الأنصاري وسهل بن حنيف للقوم يدفعون عن النبي (صلى الله عليه وآله) وكثر عليهم المشركون، ففتح رسول الله (صلى الله عليه وآله) عينيه فنظر إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا علي، ما فعل الناس؟ قال: نقضوا العهد وولوا الدبر، فقال له: فاكفني هؤلاء الذين قد قصدوا قصدي. فحمل عليهم أمير المؤمنين (عليه السلام) فكشفهم ثم عاد إليه وقد حملوا عليه من ناحية أخرى، فكر عليهم فكشفهم... وثاب إليه من أصحابه المنهزمين أربعة عشر رجلا منهم طلحة بن عبيد الله وعاصم بن ثابت. وصعد الباقون الجبل... وفي حديث زيد بن وهب، قلت لأبي مسعود: انهزم الناس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى لم يبق معه إلا علي... وساق الحديث ثم قال: وفي حديث عمران بن حصين قال: لما تفرق الناس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم أحد جاء علي متقلدا سيفه حتى قام بين يديه، فرفع رسول الله (صلى الله عليه وآله) رأسه إليه فقال له: مالك لم تفر مع الناس؟ فقال: يا رسول الله أأرجع كافرا بعد إسلامي!... وساق الحديث.
انظر أيضا الطبري: ٢ / ٥١٤، المناقب لابن شهرآشوب: ٣ / ١٢٤، مجمع الزوائد: ٦ / ١١٤، شرح النهج لابن أبي الحديد: ١٣ / ٢٦١، و: ١٤ / ٢٥٠. وروى ذلك أيضا محمد بن مروان عن عمارة عن عكرمة. انظر إعلام الورى: ١٩٤، إرشاد القلوب: ٢٤٢، أسد الغابة: ٤ / ٢١، إحقاق الحق: ١٨ / ٨٣.
وروى ذلك الحسن بن عرفة عن عمارة بن محمد عن سعد بن طريف عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام).
انظر الصدوق في أماليه: ١٦٧ ح ١٠، معاني الأخبار: ١١٩. ومثله عن أبي رافع عن أبيه. انظر الطبري:
٢ / ٥١٤، الأغاني: ١٥ / ١٩٢، المناقب لابن المغازلي: 197.
(٣٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 322 323 324 325 326 327 329 330 332 333 334 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 مقدمة التحقيق 9
3 ترجمة المؤلف 15
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 16
5 مكانته العلمية 17
6 شيوخه 20
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 21
8 آثاره العلمية 21
9 شهرة الكتاب 24
10 مصادر الكتاب 25
11 رواة الأحاديث من الصحابة 38
12 مشاهير المحدثين 46
13 مخطوطات الكتاب 54
14 طبعاته 57
15 منهج العمل في الكتاب 58
16 شكر و تقدير 60
17 مقدمة المؤلف 71
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 113
19 في المباهلة 113
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 141
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 163
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 177
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 181
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 195
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 207
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 219
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 281
28 فائدة 533
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 537
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 549
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 561
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 567
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 597
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 605
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 609
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 641
37 فصل: في ذكر البتول 649