وقيت بنفسي خير من وطئ الثرى * وأكرم خلق طاف بالبيت والحجر وبت أراعي منهم ما يسوؤني * وقد صبرت نفسي على القتل والأسر وبات رسول الله في الغار آمنا * وما زال في حفظ الإله وفي السر (1) فهذا مما يشهد له بقوة جنانه، وثبات أركانه، وتبريزه على نظرائه (2) وأقرانه، من أبطال الحرب وشجعانه.
ومن كلام بعضهم: واعجباه! هذا فداه بنفسه من الكفار، وهذا ساواه بنفسه في الغار، وهذا آنسه في مسيره، وهذا بات على سريره، وهذا أنفق ماله عليه، وهذا بذل مهجته بين يديه، وكل (3) منهما سعيه مشكور، وفضله مشهور، وهو على صنيعه مثاب ومأجور (4).