الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٣٠٥
الفاكه (1)، وعبد الله بن المنذر بن أبي رفاعة، والعاص بن منبه بن الحجاج، وحاجب بن السائب (2).

(١) في (أ): الفاكهة.
(٢) يزعم بعض ذوي النفوس المريضة أن الرسول (صلى الله عليه وآله) أكره الناس على قبول الإسلام ونشره في السيف، لكن هذا الزعم يخالف صريح قوله تعالى (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) البقرة: ٢٥٦. ومن هذا نفهم أن الإسلام وجد طريقه إلى القلوب عن طريق الحج مثلا، ومكاتبة الملوك والأمراء في عصره (صلى الله عليه وآله)، واحترام الحريات الدينية، والمحافظة على ميزان العدل بين العرب والفرس والروم وغيرهم. وقد مكث رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمكة ثلاث عشرة سنة يدعو الناس بالحجة والموعظة الحسنة رغم ما أذاق من قريش هو وأصحابه الأذى والتشريد والحصار والتجويع والتهجير، لكنه (صلى الله عليه وآله) ضرب المثل الأعلى في الصبر والتحمل كما قال تعالى (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم) الأحقاف: ٣٥.
ولكن لما تفاقم الأمر أذن الله لرسوله (صلى الله عليه وآله) وللمؤمنين بأن يقاتلوا في سبيل الله كما في قوله تعالى (أذن للذين يقتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير * الذين أخرجوا من ديرهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله) الحج: ٣٩ - ٤٠، وقوله تعالى: (وقتلوا في سبيل الله الذين يقتلونكم - إلى قوله: - فلا عدون إلا على الظالمين) البقرة: ١٩٠ - ١٩٣، وقوله تعالى (وما لكم لا تقتلون في سبيل الله والمستضعفين...) النساء: ٧٥، وقوله تعالى (وقتلوا المشركين كآفة كما يقتلونكم كآفة) التوبة: ٣٦، وغير ذلك من الآيات كما في سورة الأنفال: ٥٨ و ١٥ - ١٦، والنساء: ٧٤ و ١٠٤، ولسنا بصدد بيان وشرح ذلك، هذا أولا.
وثانيا: هنالك غزوات وسرايا لرسول الله (صلى الله عليه وآله). والغزوة هي ما خرج فيها الرسول (صلى الله عليه وآله) مع المقاتلين، والسريه هي ما لم يخرج فيها بنفسه (صلى الله عليه وآله) فقد يعقد اللواء فيها لرجل من أصحابه، وقد يطلق على السرية غزوة كما في غزوة مؤتة، وذات السلاسل، وقد اختلف المؤرخون في عدد الغزوات كما اختلفوا في عدد السرايا، وكذلك اختلفوا في من هي أول غزوة وتاريخها وترتيبها، فمثلا قال الواقدي في مغازيه:
٢ / ٥٨٠: كانت أول السرايا بقيادة حمزة بن عبد المطلب وفي شهر رمضان من السنة الأولى للهجرة. أما الطبري في تاريخه: ٤ / ٢٥٩ وابن هشام في السيرة: ٢ / ٢٤٣ فقالا: إن أول سرية هي لعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب إلى ماء بالحجاز. وقيل: إن أول غزوة كانت في صفر من السنة الثانية.
أما غزوة بدر الكبرى فقد كانت في شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة لسبع عشرة ليلة خلت منه، والتي ندب الرسول (صلى الله عليه وآله) نفرا من المسلمين لاعتراض قافلة قريش القادمة من الشام، ولما علم أبو سفيان بذلك غير طريقه وتوجه إلى البحر وسار بحذائه ثم انسل إلى مكة...
وقد التقى الرسول (صلى الله عليه وآله) بقريش عند ماء بدر (قال أبو اليقظان: إنه - بدر - رجل من غفار رهط أبي ذر الغفاري. وقال الشعبي: بدر بئر كانت لرجل يسمى بدرا) وهي أول حرب كان فيها الامتحان حيث قال تعالى: (كمآ أخرجك ربك منم بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون...) (الأنفال: ٥ و ٦). وهي كما ذكر الماتن كانت على رأس ثمانية عشر شهرا من قدومه المدينة، وعمر علي سبع وعشرون سنة.
ولكن هذا غير متفق عليه، فقد وجدنا في كتاب كشف اليقين لابن المطهر الحلي أن عمر الإمام علي (عليه السلام) سبع عشرة سنة في نسخة من النسخ الموجودة في المكتبة المركزية بجامعة طهران تحت رقم (٥٠٣) وكذا الحال بالنسبة إلى نسخة أخرى تحت رقم (١٦٢٧).
وكان عدد المشركين يتراوح بين ٩٠٠ و ١٠٠٠ كما جاء في تاريخ الطبري: ٤ / ٢٦٧ والسيرة لابن هشام: ٢ / ٣٥٤، وفيهم العباس بن عبد المطلب وأبو جهل، وقتل من المشركين ٧٠ من رجالاتهم وساداتهم، أما المسلمون فقد استشهد منهم أربعة عشر. وهي الواقعة التي قال فيها ضمضم بن عمرو الغفاري - كما نقل ابن الأثير في الكامل: ٢ / ١١٦ - بعد أن جدع بعيره وحول رحله وشق قميصة -:
اللطيمة اللطيمة، يا معشر قريش أحوالكم مع أبي سفيان قد عرض له محمد وأصحابه، لا أدري إن تدركوها، الغوث الغوث... فتجهزت قريش ولم يتخلف من أشرافها إلا أبو لهب، وبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة. وكانت خيل قريش فيها مائة فرس ومعهم سبعمائة بعير.
أما أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد نص المؤرخون أن عددهم كان ٣١٣ رجلا ولم يكن فيهم إلا فارسين:
المقداد بن عمرو الكندي، والزبير بن العوام، وكانت معهم ٧٠ بعيرا وكانوا يتعاقبون على البعير بين الرجلين والثلاثة والأربعة، فمثلا كان بين النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي وزيد بن حارثة بعير. وكانت راية النبي (صلى الله عليه وآله) مع علي (عليه السلام) كما جاء في الكامل لابن الأثير: ٢ / ١١٦ والسيرة الحلبية بهامش السيرة النبوية: ٢ / 143.
وكان المشركون قد أصروا على القتال لكثرتهم وقلة المسلمين ولذلك تحدتهم قريش بالبراز واقترحت الا كفاء، وفي وقتها قال أبو جهل: ما هم إلا أكلة رأس، لو بعثنا إليهم عبيدنا لأخذوهم أخذا باليد. وقال عتبة بن ربيعة: أترى لهم كمينا أو مداد؟ فبعثوا عمر بن وهب الجمحي وكان فارسا شجاعا، فجال بفرسه حتى طاف على عسكر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم رجع فقال: مالهم كمين ولا مداد. (تاريخ دمشق:
1 / 143 / 302).
وقال: لما استعد الفريقان للحرب وبرز من صف المشركين عتبة بن ربيعة وأخوه شيبة وابنه الوليد بن عتبة وقالوا: يا محمد، أخرج إلينا أكفاءنا من قريش، فبرز إليه ثلاثة نفر من الأنصار وانتسبوا لهم، فقالوا: ارجعوا إنما نريد الأكفاء من قريش. ثم نادوا يا محمد، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا، فنظر
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 305 305 305 313 314 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 مقدمة التحقيق 9
3 ترجمة المؤلف 15
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 16
5 مكانته العلمية 17
6 شيوخه 20
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 21
8 آثاره العلمية 21
9 شهرة الكتاب 24
10 مصادر الكتاب 25
11 رواة الأحاديث من الصحابة 38
12 مشاهير المحدثين 46
13 مخطوطات الكتاب 54
14 طبعاته 57
15 منهج العمل في الكتاب 58
16 شكر و تقدير 60
17 مقدمة المؤلف 71
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 113
19 في المباهلة 113
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 141
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 163
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 177
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 181
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 195
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 207
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 219
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 281
28 فائدة 533
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 537
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 549
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 561
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 567
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 597
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 605
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 609
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 641
37 فصل: في ذكر البتول 649