وقد حرر وحبر وأجاد وأفاد ولم يسلم من بعض الانتقاد، وله الشعر والنثر الفائق وحسن التصنيف والترصيف والتعبير وجودة البديهة وحسن الطوية والعقيدة السلفية والاقتداء بالأحاديث النبوية..، ولم يكن بمصر في مجموعه مثله في حفظ الأسانيد والمتون والعلل والفقه والملح والاشعار والحكايات...
وقال ابن ناصر الدين: كان إماما حافظا عجيبا مصنفا بارعا شاعرا أديبا دخل عليه واحد من الاخوان يوم السبت حادي عشر شعبان فقام لدخوله ثم سقط من قامته فلقف ثلاث ومات من ساعته. ودفن بالقرافة عند ابن أبي جمرة رحمهما الله تعالى. انتهى ما ذكره صاحب الشذرات باختصار بعضه.
وقال الحسيني " في ذيل تذكرة الحفاظ ص 16 ": ابن سيد الناس الامام العلامة المفيد الأديب البارع المتقن فتح الدين أبو الفتح محمد بن الإمام الحجة أبي عمرو محمد ابن حافظ المغرب أبى بكر محمد بن أحمد بن عبد الله بن سيد الناس الأندلسي اليعمري المصري الشافعي. ولد سنة إحدى وسبعين وستمائة. وأجاز له النجيب عبد اللطيف وجماعة، وسمع من العز الحراني وغازي الحلاوي وابن الأنماطي وخلق، وقدم دمشق ليالي وفاة ابن البخاري فلم يدركه، وسمع ابن المجاور ومحمد بن مؤمن والتقى الواسطي وخلق، قال الذهبي: هو أحد أئمة هذا الشأن كتب بخطه المليح كثيرا وخرج وصنف وعلل وفرع واصل وقال الشعر البديع وكان حلو النادرة كيس المحاضرة جالسته وسمعت بقراءته وأجاز لي مروياته. مات فجأة في حادي عشر شعبان سنة أربع وثلاثين وسبعمائة ودفن بالقرافة، وكان أثريا في المعتقد يحب الله تعالى ورسوله.
وقال السيوطي " في ذيل طبقات الحفاظ ص 350 ": الامام العلامة المحدث الحافظ الأديب البارع أبو الفتح محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن محمد بن محمد بن أبى القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبد العزيز ابن سيد الناس بن أبي الوليد بن منذر بن عبد الجبار بن سليمان اليعمري الأندلسي