كن في أهلك فإذا سمعت بي قد خرجت مخرجا فاتبعني فمكثت في أهلي حتى إذا خرج إلى المدينة سرت إليه فقدمت المدينة فقلت يا نبي الله أتعرفني قال نعم أنت السلمي الذي أتيتني بمكة وذكر باقي الحديث. وروينا عن ابن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن رجال من قومه قالوا إن مما دعانا إلى الاسلام مع رحمة الله لنا وهداه لما كنا نسمع من أحبار يهود كنا أهل شرك أصحاب أوثان وكانوا أهل كتاب عندهم علم ليس لنا وكان لا تزال بيننا وبينهم شرور فإذا لنا منهم بعض ما يكرهون قالوا لنا إنه قد تقارب زمان نبي يبعث الآن يقتلكم قتل عاد وارم فكنا كثيرا ما نسمع ذلك منهم فلما بعث الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم أجبناه حين دعانا إلى الله عز وجل وعرفنا ما كانوا يتواعدوننا به فبادرناهم إليه فآمنا به وكفروا ففي ذلك نزلت هذه الآيات في البقرة (ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين). وذكر الواقدي عن عطاء بن يسار قال لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة قال أجل والله انه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا يدفع السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويغفر ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله يفتح بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا. قال عطاء ثم لقيت كعب الأحبار فسألته فما اختلفا في حرف. وروينا عن ابن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر عن شيخ من بني قريظة قال قال لي هل تدرى عم كان اسلام ثعلبة ابن سعية وأسيد بن سعية وأسيد بن عبيد نفر من هدل (1) اخوة قريظة كانوا معهم في جاهليتهم ثم كانوا ساداتهم في الاسلام قال قلت لا قال فان رجلا من يهود من
(٨٣)