لئلا يشكل الوحي بشئ من خبر السماء فيلبس على أهل الأرض ما جاءهم من الله فيه لوقوع الحجة وقطع الشبهة فآمنوا به وصدقوا ثم ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدى إلى الحق وإلى طريق مستقيم. وقول الجن (وأنه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن) الآية هو ان الرجل من العرب من قريش وغيرهم كان إذا سافر فنزل بطن واد من الأرض ليبيت فيه قال إني أعوذ بعزيز هذا الوادي من الجن الليلة من شر ما فيه. وذكر أن أول العرب فزع للرمي بالنجوم حين رمى بها ثقيف وأنهم جاءوا إلى رجل منهم يقال له عمرو بن أمية أحد بنى علاج وكان أدهى العرب وأنكرها رأيا فقالوا له يا عمرو ألم تر ما حدث في السماء من القذف بهذه النجوم قال بلى فانظروا فإن كانت معالم النجوم التي يهتدى بها في البر والبحر ويعرف بها الأنواء من الصيف والشتاء لما يصلح الناس في معايشهم هي التي يرمى بها فهو والله طي هذه الدنيا وهلاك هذا الخلق الذي فيها وإن كانت نجوما غيرها وهى ثابتة على حالها فهذا لأمر أراد الله بهذا الخلق. وقد روى أبو عمر النمري من طريق أبى داوود ثنا وهب بن بقية عن خالد. وبه قال وحدثنا محمد بن العلاء عن ابن إدريس كلاهما عن حصين عن عامر الشعبي قال لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم رجمت الشياطين بنجوم لم يكن يرجم بها قبل فأتوا عبد يا ليل بن عمرو الثقفي فقالوا إن الناس قد فزعوا وقد أعتقوا رقيقهم وسيبوا أنعامهم لما رأوا في النجوم فقال لهم وكان رجل أعمى لا تعجلوا وانظروا فإن كانت النجوم التي تعرف فهي عند فناء الناس وإن كانت لا تعرف فهو من حدث فنظروا فإذا هي نجوم لا تعرف فقالوا هذا من حدث فلم يلبثوا حتى سمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم. وروينا من طريق مسلم ثنا الحسن بن علي الحلواني وعبد بن حميد قال حسن ثنا يعقوب وقال عبد حدثني يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثنا أبي عن صالح عن
(٨٠)