ثم رجعت إلى صاحبي فقال لي ما فعلت فقلت ما فعلت شيئا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما هممت بغيرهما بسوء مما يعمله أهل الجاهلية حتى أكرمني الله عز وجل بنبوته. وذكر الواقدي عن أم أيمن قالت كانت بوانة صنما تحضره قريش وتعظمه وتنسك له وتحلق عنده وتعكف عليه يوما إلى الليل في كل سنة فكان أبو طالب يحضره مع قومه ويكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يحضر ذلك العيد معهم فيأبى ذلك قالت حتى رأيت أبا طالب غضب عليه ورأيت عماته غضبن يومئذ أشد الغضب وجعلن يقلن انا لنخاف عليك مما تصنع من اجتناب آلهتنا ويقلن ما تريد يا محمد ان تحضر لقومك عيدا ولا تكثر لهم جمعا فلم يزالوا به حتى ذهب فغاب عنهم ما شاء الله ثم رجع مرعوبا فزعا فقلنا ما دهاك قال انى اخشى ان يكون بي لمم فقلنا ما كان الله عز وجل ليبتليك بالشيطان وكان فيك من خصال الخير ما كان فما الذي رأيت قال انى كلما دنوت من صنم منها تمثل لي رجل أبيض طويل يصيح بي وراءك يا محمد لا تمسه قالت فما عاد إلى عيد لهم حتى تنبأ صلوات الله عليه وسلامه.
(٦٦)