وسلم يحمل الحجارة وإزاره مشدود عليه فقال له العباس يابن اخى لو جعلت ازارك على عاتقك ففعل فسقط مغشيا عليه ثم قال إزاري إزاري فشد عليه ازاره وقام يحمل الحجارة. وفى حديث آخر انه لما سقط ضمه العباس إلى نفسه وسأله عن شأنه فأخبره انه نودي من السماء ان اشدد عليك ازارك يا محمد قال وانه لأول ما نودي. قال وحديث أبى اسحق ان صح محمول على أن هذا الامر كان مرتين في حال صغره وعند بنيان الكعبة. وذكر البخاري عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ما هممت بسوء من أمر الجاهلية الا مرتين. وقد قرأت على أبى عبد الله بن أبى الفتح الصوري بمرج دمشق: أخبركم أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني سماعا عليه قال انا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر بن أحمد الأسفرايني قال انا أبو الحسين محمد ابن مكي بن عثمان الأزدي قال انا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق الحلبي ثنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ببغداد ثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام ثنا وهب بن جرير ثنا أبى عن محمد بن إسحاق. وبه قال وحدثني محمد بن عبد الله بن قيس ابن مخرمة عن الحسن بن محمد بن علي عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما هممت بقبيح مما يهم به أهل الجاهلية الا مرتين من الدهر كلتاهما عصمني الله عز وجل منها قلت ليلة لفتى كان معي من قريش بأعلى مكة في غنم لأهله يرعاها أبصر لي غنمي حتى أسمر هذه الليلة بمكة كما يسمر الفتيان قال نعم فخرجت فلما جئت أدنى دار من دور مكة سمعت غناء وصوت دفوف ومزامير فقلت ما هذا فقالوا فلان تزوج فلانة لرجل من قريش تزوج امرأة من قريش فلهوت بذلك الغناء وبذلك الصوت حتى غلبتني عيني فنمت فما أيقظني الا مس الشمس فرجعت إلى صاحبي فقال ما فعلت فأخبرته ثم فعلت الليلة الأخرى مثل ذلك فسمعت مثل ذلك فقيل لي مثل ما قيل لي فسمعت كما سمعت حتى غلبتني عيني فما أيقظني الا مس الشمس
(٦٥)