طريق الا بعث إليه بأناس وانا قد أخبرنا خبره بعثنا إلى طريقك هذا فقال هل خلفكم أحد هو خير منكم قالوا انما أخبرنا خبره بعثنا لطريقك هذا قال أفرأيتم أمرا أراد الله ان يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده قالوا لا قال فبايعوه وأقاموا معه قال أنشدكم بالله أيكم وليه قالوا أبو طالب فلم يزل يناشده حتى رده أبو طالب وبعث معه أبو بكر بلالا وزوده الراهب من الكعك والزيت. قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه الا من هذا الوجه. قلت ليس في اسناد هذا الحديث الا من خرج له في الصحيح و عبد الرحمن بن غزوان أبو نوح لقبه فراد انفرد به البخاري ويونس بن أبى اسحق انفرد به مسلم ومع ذلك ففي متنه نكارة وهى ارسال أبى بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم بلالا وكيف وأبو بكر حينئذ لم يبلغ العشر سنين فان النبي صلى الله عليه وسلم أسن من أبى بكر بأزيد من عامين وكانت للنبي صلى الله عليه وسلم تسعة أعوام على ما قاله أبو جعفر محمد بن جرير الطبري وغيره، أو اثنا عشر على ما قاله آخرون، وأيضا فان بلالا لم ينتقل لأبي بكر الا بعد ذلك بأكثر من ثلاثين عاما فإنه كان لبنى خلف الجمحيين وعند ما عذب في الله على الاسلام اشتراه أبو بكر رضي الله عنه رحمة له واستنقاذا له من أيديهم وخبره بذلك مشهور. وقوله فبايعوه إن كان المراد فبايعوا بحيرا على مسالمة النبي صلى الله عليه وسلم فقريب وإن كان غير ذلك فلا أدرى ما هو.
رجع إلى خبر ابن إسحاق وكان صلى الله عليه وسلم يحدث عما كان الله يحفظه به في صغره أنه قال لقد رأيتني في غلمان من قريش ننقل حجارة لبعض ما يلعب به الغلمان كلنا قد تعرى وأخذ ازارا وجعله على رقبته يحمل عليها الحجارة فانى لاقبل معهم كذلك وادبر إذ لكمني لاكم ما أراه لكمة وجيعة ثم قال شد عليك ازارك قال فأخذته فشددته على ثم جعلت احمل الحجارة على رقبتي وازاري على من بين أصحابي. قال السهيلي وهذه القصة انما وردت في الحديث الصحيح في بنيان الكعبة كان صلى الله عليه