وهجائنا وقد خرج إلى قريش فاجمعهم على قتالنا وقد اخبرني الله عز وجل بذلك ثم قدم أخبث ما كان ينتظر قريشا تقدم عليه فيقاتلنا ثم قرأ على المسلمين ما انزل الله تعالى عليه فيه (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب) الآية وخمس آيات فيه وفى قريش.
رجع إلى خبر ابن إسحاق: فقال كما حدثني عبد الله بن المغيث بن أبى بردة من لي من ابن الاشراف فقال له محمد بن مسلمة أخو بنى الأشهل انا لك به يا رسول الله انا اقتله قال فافعل ان قدرت على ذلك. فرجع محمد بن مسلمة فمكث ثلاثا لا يأكل ولا يشرب الا ما تعلق به نفسه فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاه فقال لم تركت الطعام والشراب؟ قال يا رسول الله قلت لك قولا لا أدرى هل أفين لك به أم لا قال انما عليك الجهد قال يا رسول الله انه لا بد لنا من أن نقول قال قولوا ما بدا لكم فأنتم في حل من ذلك فاجتمع في قتله محمد بن مسلمة وسلكان بن سلامة بن وقش وكان أخا لكعب من الرضاعة وعباد بن بشر ابن وقش أحد بنى عبد الأشهل والحرث بن أوس بن معاذ وأبو عبس بن جبر.
قلت وهؤلاء الخمسة من الأوس، ثم قدموا إلى عدو الله كعب بن الأشرف قبل ان يأتوه سلكان بن سلامة فجاءه فتحدث معه ساعة وتناشدا شعرا وكان أبو نائلة سلكان يقول الشعر ثم قال ويحك يا ابن الأشرف انى قد جئتك لحاجة أريد ذكرها لك فاكتم عنى قال افعل قال كان قدوم هذا الرجل علينا بلاء من البلاء عادتنا العرب ورمتنا عن قوس واحدة وقطعت عنا السبل حتى جاع العيال وجهدت الأنفس وأصبحنا قد جهدنا وجهد عيالنا فقال كعب انا ابن الأشرف اما والله لقد كنت أخبرك يا ابن سلامة ان الامر سيصير إلى ما أقول فقال له سلكان ان أردت ان تبيعنا طعاما ونرهنك ونوثق لك وتحسن في ذلك قال أترهنوني