حتى بعثه الله نبيا فاتبعه على وآمن به وصدقه ولم يزل جعفر عند العباس حتى أسلم واستغنى عنه. روينا من طريق أبى بكر الشافعي بالاسناد المتقدم ثنا محمد بن بشر ابن مطر ثنا محمد بن حميد ثنا سلمة بن الفضل قال حدثني محمد بن إسحاق عن يحيى ابن أبي الأشعث عن إسماعيل بن اياس بن عفيف الكندي وكان عفيف أخا الأشعث بن قيس لامه وكان ابن عمه عن أبيه عن جده عفيف الكندي قال كان العباس بن عبد المطلب لي صديقا وكان يختلف إلى اليمن يشترى العطر ويبيعه أيام الموسم فبينما أنا عند العباس بمنى فأتاه رجل مجتمع فتوضأ فأسبغ الوضوء ثم قام يصلى فخرجت امرأة فتوضأت ثم قامت تصلى ثم خرج غلام قد راهق فتوضأ ثم قام إلى جنبه يصلى فقلت ويحك يا عباس ما هذا الدين قال هذا دين محمد بن عبد الله ابن أخي يزعم أن الله بعثه رسولا هذا ابن أخي علي بن أبي طالب قد تابعه على دينه وهذه امرأته خديجة قد تابعته على دينه فقال عفيف بعد ان أسلم ورسخ في الاسلام يا ليتني كنت رابعا.
وذكر ابن إسحاق عن بعض أهل العلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكة وخرج معه علي بن أبي طالب مستخفيا من أبى طالب ومن جميع أعمامه وسائر قومه فيصليان الصلوات فيها فإذا أمسيا رجعا كذلك فمكثا ما شاء الله ان يمكثا ثم إن أبا طالب عثر عليهما يوما وهما يصليان فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن أخي ما هذا الدين الذي أراك تدين به قال أي عم هذا دين الله ودين ملائكته ورسله ودين أبينا إبراهيم أو كما قال صلى الله عليه وسلم بعثني الله به رسولا إلى العباد وأنت أي عم أحق من بذلت له النصيحة ودعوته إلى الهدى وأحق من أجابني إليه وأعانني عليه أو كما قال فقال أبو طالب أي ابن أخي إني لا أستطيع ان أفارق دين آبائي وما كانوا عليه ولكن والله لا يخلص إليك بشئ تكرهه ما بقيت. وذكروا أنه قال لعلى