بالايمان به والتصديق له والنصر على من خالفه وأخذ عليهم أن يؤدوا ذلك إلى كل من آمن بهم وصدقهم فأدوا من ذلك ما كان عليهم من الحق فيه بقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيناكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أقررتم وأخذتم على ذلكم إصري - أي ثقل ما حملتكم من عهدي - قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين) فأخذ الله الميثاق عليهم جميعا بالتصديق له والنصر وأدوا ذلك إلى من آمن بهم وصدقهم من أهل هذين الكتابين. وعن عائشة رضي الله عنها ان أول ما ابتدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة حين أراد الله به كرامته ورحمة العباد به الرؤيا الصادقة لا يرى رؤيا إلا جاءت كفلق الصبح وحبب الله إليه الخلوة فلم يكن شئ أحب إليه من أن يخلو وحده. وروينا عن أبي بشر الدولابي قال حدثني محمد بن حميد أبو قرة ثنا سعيد بن عيسى بن تليد قال حدثني المفضل بن فضلة عن أبي الطاهر عبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمه عبد الله بن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم انه كان من بدء أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم انه رأى في المنام رؤيا فشق ذلك عليه فذكر ذلك لصاحبته خديجة بنت خويلد فقالت له أبشر فان الله لا يصنع بك إلا خيرا فذكر لها أنه رأى أن بطنه أخرج فطهر وغسل ثم أعيد كما كان قالت هذا خير فأبشر ثم استعلن به جبريل فأجلسه على ما شاء الله أن يجلسه عليه وبشره برسالة ربه حتى اطمأن ثم قال اقرأ قال كيف أقرأ قال (اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم) فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسالة ربه واتبع الذي جاء به جبريل من عند الله وانصرف إلى أهله فلما دخل على خديجة قال أرأيتك الذي كنت أحدثك ورأيته في المنام فإنه جبريل استعلن فأخبرها بالذي جاءه من الله عز وجل وسمع فقالت أبشر فوالله لا يفعل الله بك إلا خيرا فاقبل الذي أتاك الله وأبشر
(١١٢)