والمقالات فكانوا أربعة آلاف رجل وكان له عليه السلام من الدلائل الواضحة في إمامته ما بهرت العقول وأخرست المخالف عن الطعن فيها بالشبهات.
وكان مولده بالمدينة سنة ثلاث وثمانين ومضى عليه السلام في شوال من سنة ثمان وأربعين ومائة وله خمس وستون سنة ودفن في البقيع مع أبيه وجده وعمه الحسن عليهم السلام وأمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر وكانت إمامته عليه السلام أربعا وثلاثين سنة ووصى إليه أبو جعفر عليه السلام وصية ظاهرة ونص عليه بالإمامة نصا جليا.
فروى محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام قال لما حضرت أبى الوفاة قال يا جعفر أوصيك بأصحابي خيرا قلت جعلت فداك والله لأدعنهم والرجل منهم يكون في المصر فلا يسأل أحدا وروى أبان بن عثمان عن أبي الصباح الكناني قال نظر أبو جعفر إلى ابنه أبى عبد الله عليه السلام وقال أترى هذا من الذين قال الله تعالى ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ".
وروى هشام بن سالم عن جابر بن يزيد الجعفي قال سئل أبو جعفر الباقر عليه السلام عن القائم بعده فضرب يده على أبى عبد الله عليه السلام فقال هذا والله بعدي قائم آل محمد وروى علي بن الحكم عن طاهر صاحب أبى جعفر قال كنت عنده فأقبل جعفر عليه السلام فقال أبو جعفر هذا خير البرية وعن أبي عبد الله عليه السلام قال إن أبى عليه السلام استودعني ما هناك فلما حضرته الوفاة قال ادع لي شهودا فدعوت له أربعة من قريش منهم نافع مولى عبد الله ابن عمر فقال اكتب هذا ما أوصى به يعقوب بنيه يا بنى إن الله اصطفى