لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون وأوصى محمد بن علي إلى أبى عبد الله جعفر بن محمد وأمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلى فيه الجمعة وأن يعممه بعمامة وأن يربع قبره ويرفعه أربع أصابع وأن يحل أطماره عنه عند دفنه ثم قال للشهود انصرفوا رحمكم الله قلت له يا أبة ما كان في هذا بأن يشهد عليه فقال يا بنى كرهت أن تغلب وأن يقال لم يوص إليه فأردت أن تكون لك الحجة وأشباه هذا الحديث في معناه كثير.
وقد جاءت الرواية التي قدمنا ذكرها في خبر اللوح بالنص عليه من الله تعالى بالإمامة ثم الذي قدمناه من دلائل العقول أن الامام لا يكون إلا الأفضل يدل على إمامته عليه السلام لظهور فضله في العلم والزهد والعمل على إخوته وبنى عمه وسائر الناس من أهل عصره ثم الذي يدل على فساد إمامة من ليس بمعصوم كعصمة الأنبياء عليهم السلام وليس بكامل في العلم وتعرى من سواه ممن ادعى له الإمامة في وقته عن العصمة وقصورهم عن الكمال في علم الدين يدل على إمامته عليه السلام إذ لا بد من إمام معصوم في كل زمان حسب ما قدمناه ووصفناه.
وقد روى الناس من آيات الله جل اسمه الظاهرة على يده عليه السلام ما يدل على إمامته وحقه وبطلان مقال من ادعى الإمامة لغيره.
فمن ذلك ما رواه نقله الآثار من خبره عليه السلام مع المنصور لما أمر الربيع باحضاره فأحضره فلما بصر به المنصور قال قتلني الله إن لم أقتلك أتلحد في سلطاني وتبغيني الغوائل فقال له أبو عبد الله عليه السلام والله ما فعلت ولا أردت فان كان بلغك فمن كاذب وان كنت فعلت فقد ظلم يوسف فغفر وابتلى أيوب فصبر وأعطى سليمان فشكر فهؤلاء أنبياء الله واليهم يرجع نسبك فقال له المنصور أجل ارتفع هاهنا فارتفع فقال إن فلان ابن فلان