وأنا يوم قبضه أولى بالناس منى بقميصي هذا، وقد كان من نبي الله إلى عهد لو خزمتموني بأنفي لأقررت سمعا لله وطاعة وأن أول ما انتقصنا بعده إبطال حقنا في الخمس فلما رق أمرنا طمعت ريعان من قريش فينا، وقد كان لي على الناس حق لوردوه إلى عفوا قبلته وقمت فيه إلى أجل معلوم، وكنت كرجل له على الناس حق إلى أجل، فان عجلوا له ماله أخذه وحمدهم عليه، وان أخروه أخذه غير محمودين وكنت كرجل يأخذ السهولة وهو عند الناس محزن وإنما يعرف الهدى بقلة من يأخذه من الناس، وإذا سكت فاعفوني، فإنه لو جاء أمر جاء أمر تحتاجون فيه إلى الجواب أجبتكم فكفوا عنى ما كففت عنكم، فقال عبد الرحمن: يا أمير المؤمنين فأنت لعمرك كما قال الأول:
لعمري لقد أيقظت من كان نائما * * وأسمعت من كانت له أذنان وعن الإصبع بن نباتة قال: إن أمير المؤمنين عليه السلام خطب ذات يوم فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله، ثم قال: أيها الناس اسمعوا مقالتي وعوا كلامي، ان الخيلاء من التجبر والنخوة من التكبر، وان الشيطان عدو حاضر يعدكم الباطل، ألا إن المسلم أخو المسلم فلا تنابزوا ولا تخاذلوا، فان شرائع الدين واحدة وسيلة قاصدة، من أخذ بها لحق ومن تركها مرق ومن فارقها محق ليس المسلم بالخائن إذا اؤتمن، ولا بالمخلف إذا وعد، ولا بالكذوب إذا نطق، نحن أهل بيت الرحمة وقولنا الحق وفعلنا القسط، ومنا خاتم النبيين وفينا قادة الاسلام وأمناء الكتاب، ندعوكم إلى الله ورسوله وإلى جهاد عدوه والشدة في أمره وابتغاء رضوانه، والى إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان وتوفير الفئ لأهله.
إلا وإن أعجب العجب ان معاوية بن أبي سفيان الأموي وعمرو بن العاص السهمي يحر ضان الناس على طلب الدين بزعمهما، وإني والله لم أخالف