شباب أهل الجنة أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمى وانتهاك حرمتي؟
قالوا ما نعرف شيئا مما تقول فقال إن فيكم من سألتموه لأخبركم أنه سمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وفي أخي الحسن سلوا زيد بن ثابت والبراء ابن عازب وأنس بن مالك يحدثكم أنه سمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وفي أخي فان كنتم تشكون في هذا فتشكون (في) أني ابن بنت نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم؟
فوالله ما تعمدت كذبا منذ عرفت إن الله تعالى يمقت على الكذب أهله ويضربه من اختلقه فوالله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري منكم ولا من غيركم ثم أنا ابن بنت نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم خاصة دون غيره خبروني هل تطلبوني بقتيل منكم قتلته أو بمال استهلكته أو بقصاص من جراحة؟
فسكتوا قال أفقر عباد الله إلى رحمته وشفاعة نبيه وأئمته عليهم السلام علي بن عيسى أغاثه الله تعالى يوم الفزع الأكبر كأن الحسين عليه السلام فارس الحرب الذي لا يصطلي بناره ولا تقدم غلب الأسود على شق غباره ولم يقل هذا القول ضراعة ولا خوارا فإنه كان عالما بما يؤل أمره إليه عارفا بما هو قادم عليه عرف ذلك من أبيه وجده عليهم الصلاة والسلام واطلع على حقيقته بما خصه الله به من بين الأنام فله الكشف والنظر وهو وأخوه قبله وبنوه من بعده خيرة الله من البشر ينظرون إلى الغيب من وراء ستر رقيق ويشاهدون بمرايا خواطرهم الصقيلة ويشهدون بعداوة العدو وصداقة الصديق وإنما كان ذلك القول منه وتكراره إقامة للحجة عليهم ودفعا في صدر من ربما قال لم أعلم أو كنت مشدوها أو اشتبه على الأمر فلم أهتد لوجه الصواب فنفى هذه الاحتمالات بانذاره وإعذاره وتركهم ولا حاجز بينهم وبين عذاب الله وناره وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا