بسنده عن أنس رضي الله عنه قال أتى عبيد الله بن زياد برأس الحسين عليه السلام فجعل في طست فجعل ينكته فقال في حسنه شيئا قال أنس فقلت والله أنه كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان مخضوبا بالوسمة.
وفي رواية الترمذي فجعل يضرب بقضيب في أنفه ولقد وفق الترمذي فإنه لما روى هذا الحديث وذكر فعل ابن زياد زاده الله عذابا نقل ما فيه اعتبار واستبصار فإنه روى في صحيحه بسنده عن عمار بن عمير قال لما قتل عبيد الله ابن زياد وجئ برأسه ورؤوس أصحابه ونضدت في المسجد في الرحبة فانتهيت إليهم والناس يقولون قد جاءت قد جاءت فإذا حية قد جاءت تخلل الرؤوس حتى جاءت فدخلت في منخر عبيد الله بن زياد فمكث هنيئة ثم خرجت فذهبت حتى تغيبت ثم قالوا قد جاءت ففعلت ذلك مرارا.
قال علي بن عيسى عفا الله عنه بكرمه ووفقه لتأدية شكر إحسانه ونعمه لا ريب أن هذه موعظة لأولى الأبصار وعجيبة من عجائب هذه الدار وصغيرة بالنسبة إلى ما أعد الله لهؤلاء الظلمة من عذاب النار فإنهم ركبوا من قتل الحسين وأهله وسبي حريمه ما لا يركب مثله مردة الكفار ولا يقدم عليه إلا من خلع ربقة الدين وجاهر الله بالعداوة فحسبه جهنم وبئس القرار.
قلت وقد ذكر عز الدين بن الأثير الجزري رحمه الله في تاريخه.
وروى الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي في كتابه معالم العترة الطاهرة مرفوعا إلى عائشة قالت كانت لنا مشربة فكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أراد لقاء جبرئيل عليه السلام لقيه فيها فلقيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرة من ذلك فيها وأمر عائشة أن لا يصعد إليه أحد ودخل حسين بن علي ولم تعلم حتى غشيهما فقال له جبرئيل من هذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابني فأخذه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجعله على فخذه فقال أما إنه سيقتل فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن يقتله؟ قال