(الشبهة السابعة) تمسكوا بقوله تعالى (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك) قالوا: وهذا تصريح بالمغفرة (جوابه) إنا نحمله على ما قبل النبوة أو على الصغائر. ولمن أباهما تأويلات * (الأول) أن المراد ما تقدم من ذنب أمتك وما تأخر، فإن الرجل المعتبر إذا أحسن بعض خدمه أو أساء فإنه يقال له: أنت فعلت ذلك وإن لم يكن هو فاعله بنفسه البتة (الثاني) إذا ترك الأولى قد يسمى ذنبا كما يقال: حسنات الأبرار سيئات المقربين (الثالث) أن الذنب مصدر، ويجوز إضافته إلى الفاعل والمفعول (1)، فكأن المراد ليغفر لأجلك وببركتك ما تقدم من ذنبهم في حقك وما تأخر * (الرابع) أن الغرض من هذه الآية علو درجة الرسول عليه الصلاة والسلام، وذلك، يحصل بقوله تعالى: لو كان لك ذنب لغفرته لك، وإخراج القضية الجازمة إلى الشرطية جائز إذا دل سياق الكلام عليه،
(١٠٩)