أن تقدم جواب (لولا) غير جائز وسيأتي تقريره، سلمنا ذلك ولكن لا حاجة بنا إليه في هذا المقام، لأن العزم على الضرب والهم قد وقع إلا أنه انصرف عن فعله بسبب البرهان. وتقدير الكلام: ولقد همت به وهم بدفعها لولا أن رأى برهان ربه لفعل ذلك. والجواب محذوف مضمر * [الوجه الثاني] في حمل الهم على العزم أن يحمل الكلام على التقديم والتأخير، والتقدير: ولقد همت به ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها ويجري ذلك مجرى قولك: قد كنت هلكت لولا أن تداركته، وقد استبعد الزجاج. وعلي بن عيسى هذا الجواب من وجهين:
[الأول] أنه لا يجوز تقدم جواب لولا * (الثاني) * جوابه يكون باللام كقوله (فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه) * * (والجواب) * إنا لا نسلم أنه لا يجوز التقديم، والدليل عليه قوله تعالى: (إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها) وأيضا فلو لم يجعل التقديم على (لولا) جوابا لها لكان جوابها محذوفا. وإذا دار الأمر بين أن يكون جوابا محذوفا وبين أن يكون متقدما عليها لا شك أن التقديم أولى * [فإن قلت] فأي فائدة في قوله: (وهم بها لولا أن رأى برهان ربه) إذا لم يكن هناك هم؟ * (قلت) * الفائدة فيه الإخبار على أن ترك الهم به وإجابتها إلى ملتمسها لم يكن من حيث كان غير راغب في النساء لعجز لكنه ترك ذلك لله وفي الله طلبا لثوابه وهربا من