هذا لا يكون كذبا لدخول حرف الشك (1) * [الشبهة الثالثة] قوله تعالى مخبرا عن إبراهيم (فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم) والاستدلال من وجهين: [الأول] تمسك بعلم النجوم وهو غير لازم [الثاني] قوله (إني سقيم) وهو كذب * [الجواب] قيل: أراد بنظره في النجوم والقمر والشمس حال كونه طالبا لمعرفة الله تعالى. وقوله: (إني سقيم) أي لست على يقين من الأمر. ثم لما استدل بأفولها وغروبها على حدوثها وعرف الله تعالى زال ذلك الشك. وهذا ضعيف لأن الله تعالى قال: (وإن من شيعته لإبراهيم إذ جاء ربه بقلب سليم إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون) فدل ظاهر الآية على سلامة قلبه من الشك، ثم ذكر أنه عاتب قومه على عبادة الأصنام. فقال (ماذا تعبدون) وسمى عبادتهم بأنها إفك وباطل. قال (ما ظنكم برب العالمين) وهذا قول عارف بالله تعالى.
فالمعتمد أن يقول في الجواب عن الوجه الأول: لا نسلم أن النظر في النجوم حرام، وذلك لأن من اعتقد أن الله تعالى أجرى العادة