أليم عقابه * * (فإن قلت) * فما البرهان الذي رآه يوسف عليه السلام؟
[قلت] فيه وجوه ثمانية: [الأول] أنه حجة الله في تحريم الزنا والعلم بما على الزاني من العقاب قاله محمد بن كعب * * (الثاني) * ما آتاه الله من آداب أنبيائه من العفاف وصيانة النفس عن الأرجاس * (الثالث) * رأى مكتوبا في سقف البيت (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا) * * (الرابع) * عن الصادق النبوة المانعة من ارتكاب الفواحش * [الخامس] عن زين العابدين كان في ذلك البيت صنم فألقت المرأة ثوبا عليه وقالت استحى منه. فقال يوسف: تستحي من الصنم فأنا أحق أن أستحي من الواحد القهار * * (السادس) * أنه سمع قائلا يقول يا ابن يعقوب لا تكن كالطير فإذا زنا ذهب ريشه [السابع] * سمع قائلا يقول: أنت مكتوب في الأنبياء وتعمل عمل السفهاء * [الثامن] عن ابن عباس رأى صورة الملك، وقيل: صورة يعقوب عليه السلام عاضا على أنامله * [فإن قلت] لو كان البرهان عبارة عن أنه رأى يعقوب عاضا على أصبعه أو نادته الملائكة بالزجر لاقتضى ذلك الالجاء وصار منافيا للتكليف، ولما استحق يوسف عليه السلام بالبعد عن ذلك الفعل مدحا ولا ثناءا ولا ثوابا *