(ت 436) ه فإنه تناول فيه الأنبياء عليهم السلام واحدا بعد واحد فرد على المستشكلين مسألة مسألة مستشهدا على ما ذهب إليه بالآيات القرآنية مع إيضاحها بما أثر من كلام العرب الفصحاء وشواهد من شعرهم البليغ، بالإضافة إلى إشارات فلسفية عقلية تدعم أدلته النقلية.
اشتهر كتاب " تنزيه الأنبياء " وتلقفته أيدي العلماء منذ تأليفه، لأنه فتح آفاقا جديدة من البحث والتنقيب كانت غير معروفة عند الدارسين لهذا الموضوع، وسد فراغا كان يحسه كل باحث عن وجه الحق في ذلك.
وقد أتى بعد قرن علامة المعقول والمنقول الإمام فخر الدين محمد بن عمر الرازي (ت 543) ه فعالج نفس الموضوع بأسلوبه الخاص في كتابه المعروف ب (عصمة الأنبياء) متأثرا بكتاب " تنزيه الأنبياء " ومقتبسا منه مع شئ من الاختصار في عرض المسائل وبحثها.
عرف الرازي بتفسيره الكبير " مفاتيح الغيب " الذي حشاه بالفلسفة والكلام وأطال الكلام في الآيات الكريمة و بحث فيها من وجوه عقلية شتى، بحيث أخرجت الكتاب في كثير من الأحيان عن كونه تفسيرا للقرآن الكريم.
وهذه طريقته أيضا في كتابه الآخر " الأربعين في