والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله) (١).
فأتى عليه الصلاة والسلام بجملة يحتمل لفظها معنى الجملة الأولى التي قدمها، وهو أن لفظة (مولى) تحتمل معنى أولى، وإن كانت تحتمل غيره، فيحب أن يكون أراد بها المعنى المتقدم على مقتضى استعمال أهل اللغة، وإذا كانت هذه اللفظة تفيد معنى الإمامة بدلالة أنهم يقولون: السلطان أولى بإقامة الحدود من الرعية، والمولى أولى بعبده، وولد الميت أولى بميراثه من غيره، وقوله سبحانه: ﴿النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم﴾ (2) لا خلاف بين المفسرين أن المراد به أنه أولى بتدبير المؤمنين والأمر والنهي فيهم من كل أحد منهم. وإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أولى بالخلق من أنفسهم من حيث كان مفترض الطاعة عليهم، وأحق بتدبيرهم وأمرهم ونهيهم وتصريفهم بلا خلاف، وجب أن يكون ما أوجبه لأمير المؤمنين عليه السلام فيكون أولى بالمؤمنين من أنفسهم، من حيث أن طاعته مفترضة عليهم،