بانقراضهم وعدمت بعدم ذواتها ومعجزة
نبينا صلى الله عليه وسلم لا تبيد ولا تنقطع وآياته تتجدد ولا تضمحل ولهذا أشار صلى الله عليه وسلم بقوله فيما حدثنا القاضي
الشهيد أبو على حدثنا القاضي
أبو الوليد حدثنا أبو ذر حدثنا أبو محمد وأبو إسحاق وأبو الهيثم قالوا حدثنا الفربري حدثنا البخاري حدثنا
عبد العزيز بن عبد الله حدثنا الليث عن سعيد عن أبيه عن
أبي هريرة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما من الأنبياء نبي إلا أعطى من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلى فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا
يوم القيامة) هذا معنى الحديث عند بعضهم وهو الظاهر والصحيح إن شاء الله وذهب غير واحد من العلماء في تأويل هذا الحديث وظهور معجزة
نبينا صلى الله عليه وسلم إلى معنى آخر من ظهورها بكونها وحيا وكلاما لا يمكن التخيل فيه ولا التحيل عليه ولا التشبيه فإن غيرها من معجزات الرسل قد رام المعاندون لها بأشياء طمعوا في التخبيل بها على الضعفاء كألقاء السحرة حبالهم وعصيهم وشه هذا مما يخيله الساحر أو يتحيل فيه،
والقرآن كلام ليس للحيلة ولا للسحر في التخييل فيه عمل فكان من هذا الوجه عندهم أظهر من غيره من المعجزات كما لا يتم لشاعر ولا خطيب أن يكون شاعرا أو خطيبا بضرب من الحيل والتمويه، والتأويل الأول أخلص وأرضى وفى هذا التأويل الثاني ما يغمض عليه الجفن
____________________
(قوله ولا يضمحل) يقال اضمحل السحاب أي تقشع (قوله ما يغمض) بضم المثناة التحتية وتشديد الميم المفتوحة، والجفن بفتح الجيم