الجويني: من اطمأن إلى موجود انتهى إليه فكره فهو مشبه ومن اطمأن إلى النفي المحض فهو معطل وإن قطع بموجود اعترف بالعجز عن درك حقيقته فهو موحد، وما أحسن قول ذي النون المصري: حقيقة التوحيد أن تعلم أن قدرة الله تعالى في الأشياء بلا علاج وصنعه لها بلا مزاج وعلة كل شئ صنعه ولا علة لصنعه وما تصور في وهمك فالله بخلافه، وهذا كلام عجيب نفيس محقق الفصل الآخر تفسير لقوله (ليس كمثله شئ) والثاني تفسير لقوله (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) والثالث تفسير لقوله (إنما قولنا لشئ إذا أردناه
____________________
(قوله ولا بخواطر وأغراض) بالغين المعجمة (قوله وقال أبو المعالي الجويني) هو إمام الحرمين عبد الملك النيسابوري جاور مكة والمدينة أربع سنين فلذا قيل له إمام الحرمين ثم عاد إلى نيسابور، توفى سنة ثمان وسبعين وأربعمائة (قوله ذي النون المصري) هو الزاهد العارف اسمه يونان بن إبراهيم الإخميمي كان أبوه نونيا توفى سنة خمس وأربعين ومائتين (قوله والفصل الآخر) هو قوله وما يصور في وهمك والثاني قوله وعلة كل شئ صنعه ولا علة والثالث قوله أن يعلم أن قدر الله في الأشياء بلا علاج وصنعه بلا مزاج