كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٣ - الصفحة ٦
والماء، وأيم الله لنشربن منه شئت أم أبيت! فامنن (1) إن قدرت عليه من قبل إن نغلب فيكون الغالب هو الشارب.
فقال لعمرو بن العاص: ما ترى أبا عبد الله؟ فقال: أرى أن عليا لا يظمأ وفي يده أعنة الخيل وهو ينظر إلى الفرات دون أن يشرب منه، وإنما جاء لغير الماء فخل عن الماء حتى يشرب ونشرب.
قال: فقال الوليد بن عقبة: يا معاوية! إن هؤلاء قد منعوا عثمان بن عفان الماء أربعين يوما وحصروه، فامنعهم إياه حتى يموتوا عطشا واقتلهم قاتلهم الله أنى يؤفكون.
قال: ثم تكلم عبد الله بن سعد بن أبي سرح، فقال: لقد صدق الوليد في قوله: فامنعهم الماء، منعهم الله إياه يوم القيامة (2)! فقال صعصعة: إنما يمنعه الله يوم القيامة الكفرة الفسقة الفجرة مثلك ومثل نظرائك هذا الذي سماه الله في الكتاب فاسقا (3) الوليد بن عقبة الذي صلى بالناس الغداة أربعا وهو سكران ثم قال:
أزيدكم؟، فجلد الحد في الاسلام. قال: فثاروا إليه بالسيوف، فقال معاوية:
كفوا عنه فإنه رسول.
قال: ثم وثب السليل بن محرم (4) السكوني إلى معاوية وجعل يقول:
اسمع اليوم ما يقول السليل * إن قولي قول له تأويل إمنع الماء من صحاب علي * أن يذوقوه والذليل ذليل واقتل القوم مثل ما قتلوا الشي‍ * - خ ظما والقصاص أمر جميل إنه والذي تساق له البد * ن هدايا لنحرهن نحول (5)

(١) العبارة في الطبري: فابعث إلى أصحابك فليخلوا بين الناس وبين الماء، وليكفوا لننظر فيما بيننا وبينكم وفيما قدمنا له. وإن كان أعجب إليك أن نترك ما جئنا له ونترك الناس يقتتلون على الماء حتى يكون الغالب هو الشارب فعلنا؟
(٢) وثمة قول أن الوليد بن عقبة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح لم يشهدا صفين (انظر ابن الأثير ٢ / ٣٦٤).
(٣) إشارة إلى قوله تعالى: * (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) * نزلت في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة (انظر تفسير القرطبي ١٤ / ١٠٥).
(٤) وقعة صفين ص ١٦٢ " عمرو " وذكرت فيه الأبيات.
(٥) في وقعة صفين: فوحق... هدايا لنحرها تأجيل.
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر وقعة الماء وهي أول وقعة صفين 5
2 ذكر الوقعة الثانية بصفين 14
3 ذكر ما جرى بعد ذلك من الكلام 51
4 حديث خالد بن المعمر السدوسي 55
5 ثم رجعنا إلى الخبر 56
6 حديث سودة بنت عمارة الهمذانية مع معاوية 59
7 ثم رجعنا إلى الخبر 61
8 حديث أم سنان المذحجية مع معاوية 65
9 ثم رجعنا إلى الخبر من صفين 68
10 ذكر ما جرى من المناظرة بين أبي نوح وذي الكلاع الحميري 71
11 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 81
12 حديث عدي بن حاتم الطائي مع معاوية 82
13 ثم رجعنا إلى الخبر 83
14 حديث الزرقاء بنت عدي الهمذانية مع معاوية 87
15 ثم رجعنا إلى الخبر 89
16 ثم رجعنا إلى الخبر 103
17 حديث عبد الله بن هاشم مع معاوية 124
18 ثم رجعنا إلى الخبر 126
19 ذكر مقتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب 128
20 ذكر ما كان بعد ذلك من القتال 131
21 خبر عرار بن الأدهم 141
22 ذكر ما جرى من الكتب بين علي بن أبي طالب وبين معاوية وعمرو بن العاص وابن عباس لما عضهم سلاح أهل العراق 149
23 ذكر مقتل عمار بن ياسر رحمه الله 158
24 ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية إلى علي بن أبي طالب يكلمونه في ضع الحرب 168
25 ذكر تحريض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على القتال 171
26 ذكر تحريض معاوية أصحابه على القتال 172
27 ذكر الواقعة الخميسية وهي وقعة لم يكن بصفين أشد منها وصفة ليلة الهرير 174
28 ذكر صفة ليلة الهرير 180
29 ذكر رفع المصاحف على رؤوس الرماح 181
30 ذكر امتناع القوم من القتال 182
31 ثم رجعنا إلى الخبر 188
32 ذكر ما كان بعد ذلك بينهم من المكاتبة 191