ومن حديث أحمد بن عمر بن يونس اليمامي، قال: حدثنا محمد بن شروين الصفاتي، حدثنا عبد الرحمن بن مينا، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود رضي الله تبارك وتعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لن تذهب الدنيا حتى يملك من ولدك يا عم في آخر الزمان عند انقطاع دولتهم، وهو الثامن عشر يكون معه فتنة عمياء صماء يقتل من كل عشرة آلاف تسعة آلاف وتسعمائة، لا ينجو منها إلا اليسير، ويكون قتالهم بموضع من العراق.
ومن حديث أحمد بن [راشد] بن خيثم، حدثنا عمي سعيد بن خيثم، عن حنظلة، عن طاووس، عن ابن عباس، قال: حدثتني أم الفضل، قالت:
مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقال إنك حامل بغلام، فإذا ولدت فأتيني به، قالت:
يا رسول الله، أنى ذلك؟ وقد تحالفت قريش أن لا يأتوا، النساء، قال: هو ما أخبرتك، قالت: فلما ولدته أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم، فأذن في أذنه اليمنى، وأقام في أذنه اليسرى، وألبأه (1) من ريقه، وسماه عبد الله، وقال: اذهبي بأبي الخلفاء، فأخبرت العباس وكان رجلا لباسا فلبس ثيابه، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فلما بصر به قام، فقبل بين عينيه ثم قال: هذا عمي، فمن شاء فليباهي بعمه، قال: قلت:
يا رسول الله، أو بعض القول؟ قال: ولم لا؟ وأنت عمي وصنو أبي، قال ما شئ أخبرتني به أم الفضل؟ قال: هو ما أخبرتك، وهذا أبو الخلفاء، يكون منهم السفاح، حتى يكون منهم المهدي، حتى يكون منهم من يصلي بعيسى ابن مريم (2).
قال المصنف رحمه الله: هذا الحديث بينادى على نفسه، أنه موضوع، وذلك لأنه لا خلاف بين علماء الأخبار، ونقلة الحديث، وأهل الآثار، أن عبد الله بن عباس ولد بمكة، وأن الأذان إنما ابتدئ به بالمدينة، فكانت ولادة عبد الله في الشعب قبل خروج بني هاشم منه، وذلك قبل الهجرة