الله تبارك وتعالى عنهما، أن معاذ بن جبل أخبره قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متغير اللون فقال: أنا محمد أوتيت فواتح الكلام وخواتمه، فأطيعوني ما دمت بين أظهركم، فإذا ذهب بي فعليكم بكتاب الله، أحلوا حلاله وحرموا حرامه، أتتكم الموتة، أتكلم بالروح والراحة، كتاب من الله سبق، أتتكم الفتن كقطع الليل المظلم كلما ذهب رسل جاء رسل تناسخت النبوة فصارت ملكا رحم الله من أخذها بحقها وخرج منها كما دخلها، وذلك أن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس أحد رؤوس الكفر، جاء يزيد من قبل أبيه فإن أباه معاوية، أمه هند بنت عتبة هذا، وقتله الله يوم بدر، فهو يقول في سفره أنه ينتفي من عتبة رأس الكفر إن لم يأخذ بثأره من أحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وينعق في شعره بأنه تشفى إذا أخذ بثأر عتبة لما قتل الحسين ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت قتلة الحسين إحدى مصائب الإسلام التي انتهكت فيها بحرمات الله.
ومن شنائع يزيد أنه لما جهز الجيش إلى المدينة مع مسلم بن عقبة المري قال: خذها إليك أبا خبيب إنها كناصية الحصان الأشقر وادع إلهك في السماء فإنني داع إليك رجال سمر وأشعر.
يريد بأبي خبيب عبد الله بن الزبير - رضي الله تبارك وتعالى عنه -، ويستخف بدعائه إلى الله تعالى فإنه كان قد عاذ بالبيت الحرام. فكانت وقعة الحرة (1)، إحدى مصائب الإسلام الشنيعة ومضت جيوش يزيد بعدها من المدينة