يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شئ وما من [حسابك] عليهم من شئ فتطردهم من الظالمين) (1) وهم: عمار بن ياسر (2) بن عامر بن مالك [بن كنانة بن قيس بن الحصين بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر بن مالك بن عبس بن زيد] أحد بني عبس، أخي مر بن مالك بن أدد بن زيد أبو اليقظان رضي الله تبارك وتعالى عنه، وأبوه ياسر، وأمه سمية، [بنت سليم من لخم]، وأخوه عبد الله ابن ياسر.
قال الواقدي: عن عبد الله بن أبي عبيدة، عن أبيه قال: قال عمار بن ياسر: لقيت صهيب بن سنان، على باب الأرقم بن أبي الأرقم، والنبي صلى الله عليه وسلم فيها، فقلت له: ما تريد؟ فقال: ما تريد أنت؟ قلت: أريد [أن] أدخل على محمد فأسمع كلامه، قال: وأنا أريد ذلك، قال: فدخلنا، فعرف علينا الإسلام، فأسلمنا، ثم مكثنا يومنا ذاك، حتى أمسينا، ثم خرجنا مستخفين، فكان إسلام عمار وصهيب بعد إسلام بضع وثلاثين رجلا.
حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة أبو بكر، حدثنا جرير بن عبد الحميد الضبي، عن منصور عن مجاهد، فقال: أول من أظهر الإسلام، سبعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وبلال، وخباب، وصهيب، وعمار رضي الله تبارك وتعالى عنهم، وسمية أم عمار.
قال: فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه عمه، وأما أبو بكر رضي الله تبارك وتعالى عنه فمنعه قومه، وأما الآخرون فلبسوا الدروع الحديد ثم صهروهم في الشمس حتى بلغ الجهد منهم كل مبلغ، فأعطوهم كل ما سألوا، فجاء إلى كل رجل منهم قومه بأنطاع الأدم فيها الماء فألقوهم فيه ثم حملوا بجوانبه إلا بلال، فجعلوا في عنقه، ثم أمروا صبيانهم يشتدون به بين أخشبي مكة وجعل يقول: أحد أحد، وجاء أبو جهل إلى سمية، فطعنها في قبلها، فكانت أول شهيدة في في الإسلام لأنها أغلظت له في القول فأغضبته، وقيل: أول قتيل الحارث بن أبي هالة ابن خديجة.