- فقال إنك غلام معلم، فأخذت من فيه سبعين سورة، ما ينازعني فيها أحد (1).
[وفي مصنف [ابن] أبي شيبة، عن القاسم بن عبد الرحمن قال:
كان أول من أفشى القرآن بمكة من في رسول الله صلى الله عليه وسلم، ابن مسعود رضي الله تبارك وتعالى عنه (2).
وقال الواقدي: حدثني جعفر بن محمد بن خالد بن الزبير، عن محمد ابن عبد الله بن عمرو بن عثمان قال: كان أول إسلام خالد بن سعيد بن العاصي قديما، وكان أول إخوته أسلم، وكان [بدؤ] إسلامه أنه رأى في النوم أنه وقف به على شفير النار، كأن أباه يدفعه منها ويرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذ بحقويه لا يقع، ففزع من نومه.
فقال: أحلف بالله أن هذه لرؤيا حق فلقي أبا بكر بن أبي قحافة، فذكر له ذلك، فقال أبو بكر رضي الله تبارك وتعالى عنه: أريد بك خيرا، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه، فإنك ستتبعه، وتدخل معه في الإسلام والإسلام يحجزك أن تدخل فيها، وأبوك واقع فيها.
فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بأجياد، فقال: يا محمد! إلى ما تدعو؟ فقال:
أدعو إلى الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وتخلع ما كنت عليه من عبادة حجر لا يضر ولا ينفع، ولا يدري من عبده، ممن لم يعبده.
قال خالد: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بإسلامه، وأرسل إلى من بقي من ولده ممن لم يسلم ورافعا مولاه فوجده فأتوا به أباه أبا أحيحة فأنبه وبكته وضربه بصريمة في يده حتى كسرها على رأسه، ثم قال: اتبعت محمدا وأنت ترى خلاف قومه وما جاء به من عيب آلهتهم وعيبه من مضى آبائهم.
فقال خالد: قد صدق والله واتبعته فغضب أبوه أبو أحيحة ونال منه وشتمه، ثم قال: اذهب يا لكع حيث شئت والله لأمنعك القوت، فقال خالد: إن منعتني فإن الله عز وجل يرزقني ما أعيش به فأخرجه وقال لبنيه: لا يكلمه