ولأبي داود من حديث محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر، عن أنس بن مالك رضي الله تبارك وتعالى عنه، وعن عثمان بن أبي سليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر دومة، فأخذ، فأتوه به فحقن له دمه، وصالحة على الجزية (1).
ولم يأخذ صلى الله عليه وسلم [من] يهود خيبر جزية، فإنه صالحهم على أن مقرهم في الأرض ما شاء الله، ولم تكن الجزية نزلت بعد، ثم أمره تعالى أن يقاتل أهل الكتاب حتى يعطوا الجزية، فلم يدخل في هذا يهود خيبر، لأن العقد قد ثم بينه صلى الله عليه وسلم وبينهم على إقرار، ثم أن يكونوا عمالا في الأرض بالشطر، فلم يطالبهم بغير ذلك، وطلب من إخوانهم من أهل الكتاب، ممن لم يكن بينه وبينهم عهد كنصارى نجران ويهود اليمن، وقد ظن بعضهم أن عدم أخذ