إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ٩ - الصفحة ٣٢٠
من حديث سوار بن مصعب عن عطية العوفي عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لي وزيران من أهل السماء، ووزيران من أهل الأرض، فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل وميكائيل وأما وزيراي من أهل الأرض، فأبو بكر وعمر رضي الله تبارك وتعالى عنهما قال: ورواه عبيد بن القاسم بن سلام عن أبي معاوية عن عطية بلفظ آخر.
وخرج أيضا من حديث ربيعة بن عبد الرحمن، عن سعيد بن المسيب قال: كان أبو بكر الصديق رضي الله تبارك وتعالى عنه من النبي صلى الله عليه وسلم مكان الوزير، فكان يشاوره في جميع أموره، وكان ثانيه في الإسلام، وكان ثانيه في الغار، وكان ثانيه في العريش يوم بدر، وكان ثانيه في القبر، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم أحدا (1) [إلا هو هذا] (2).
أما ما أخرجه البخاري (3) ومسلم (4) من حديث إبراهيم بن سعد قال حدثنا ابن سعد عن أبيه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله تبارك وتعالى عنه

(١) (المستدرك): ٣ / ٦٦، كتاب معرفة الصحابة، حديث رقم (٤٤٠٩).
(٢) ما بين الحاصرتين زيادة في الأصل، وليست في (المستدرك).
(٣) (فتح الباري): ٧ / ٤٥٤، كتاب المغازي، باب (١٨) (إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليكما وعلى الله فليتوكل المؤمنون) حديث رقم (٤٠٥٤)، ١٠ / ٣٤٧، كتاب اللباس، باب (٢٤) الثياب البيض، حديث رقم (٥٨٢٦).
(٤) (مسلم بشرح النووي): ١٥ / ٧٢ - ٧٣، كتاب الفضائل، باب (10) في قتال جبريل وميكائيل عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، حديث رقم (46 / 3206)، وحيث رقم (47) من أحاديث الباب ولفظه: ".... حدثنا سعد بن أبي وقاص قال: لقد رأيت يوم أحد عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن يساره رجلين، عليهما ثياب بيض، يقاتلان عنه صلى الله عليه وسلم أشد القتال، ما رأيتها قبل ولا بعد ".
وفي هذا الحديث بيان كرامة النبي صلى الله عليه وسلم على الله تعالى، وإكرامه إياه بإنزال الملائكة تقاتل معه، وبيان أن الملائكة تقاتل، وأن قتالهم لم يختص بيوم بدر، وهذا هو الصواب، خلافا لمن زعم اختصاصه به، فهذا صريح في الرد عليه.
وفيه فضيلة الثياب البيض، وأن رؤية الملائكة لا تختص بالأنبياء، بل يراهم الصحابة والأولياء وفيه منقبة لسعد بن أبي وقاص الذي رأى الملائكة. والله تعالى أعلا وأعلم. (مسلم بشرح النووي).
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 314 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»
الفهرست