إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ٩

وقد خرج أبو عيسى الترمذي (1) من حديث تليد بن سليمان عن أبي الجحاف عن عطية عن أبي سعيد الخدري رضي الله تبارك وتعالى عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من نبي إلا له وزيران من أهل السماء، ووزيران من أهل الأرض، فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل وميكائيل، وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب.
وأبو الجحاف واسمه داود بن أبي عوف. ويروى عن سفيان الثوري حدثنا أبو الجحاف وكان رافضيا، وتليد بن سليمان يكنى أبا إدريس وهو شيعي.
وخرج الحاكم (2) من حديث عطاء بن عجلان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري رضي الله تبارك وتعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وزيراي من أهل السماء جبريل وميكائيل، ومن أهل الأرض أبو بكر وعمر، قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وإنما يعرف هذا الحديث

(١) (سنن الترمذي): ٥ / ٥٧٦، كتاب المناقب، باب (٧) مناقب أبي بكر، حديث رقم ٣٦٨٠، (حلية الأولياء): ٨ / ١٦٠، ترجمه وهيب بن الورد رقم (٣٦٩)، (تاريخ بغداد): ٣ / ٢٩٨، ترجمة محمد بن مجيب الثقفي الكوفي رقم (١٣٨٥) على الحديث رقم (٦٤٦٢): في سنده محمد بن مجيب الثقفي، وهو كذاب، ومع ذلك فقد قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وقال الشيخ الألباني: ضعيف كما في المشكاة: (٦٠٥٦)، (ضعيف الجامع الصغير)، (٥٥٢٢٣)، (ضعيف سنن الترمذي): (492)، قوله: " فأما وزيراي من أهل السماء فجبرئيل وميكائيل " فيه دلالة ظاهرة على فضله صلوات الله وسلامه عليه على جبرئيل وميكائيل عليهما السلام كما أن فيه إيماء إلى تفضيل جبرئيل. " وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر " فيه دلالة ظاهرة على فضلهما على غيرهما من الصحابة وهم أفضل الأمة وعلى أن أبا بكر أفضل من عمر لأن الواو وإن كان لمطلق الجمع ولكن ترتيبه في لفظه الحكيم لا بدله من أثر عظيم. قوله: " وهذا حسن غريب "، وأخرجه الحاكم وصححه وأقروه، والحكيم في (نوادره) عن ابن عباس، وغيره وابن عساكر، وأبو يعلى، وغيرهما عن أبي ذر بأسانيد ضعيفة، كذا في (التيسير)، (تحفة الأحوذي): 10 / 114.
(2) (المستدرك): 2 / 290 - 291، كتاب التفسير، حديث رقم (3047)، قال الحافظ الذهبي في (التخليص): صحيح.

(٣١٩)