وأما رواية حبيب بن أبي مرزوق، فذكرها من طريق الحرث بن أبي أسامة قال: حدثنا كثير بن هشام، حدثنا جعفر قال: حدثني حبيب بن أبي مرزوق عن عروة بن الزبير قال: حدثني أبو مسعود أن جبريل نزل فصلى، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نزل فصلى، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نزل فصلى، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نزل فصلى، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نزل فصلى، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أتمها خمسا، فقال له عمر بن عبد العزيز: أنظر يا عروة ما تقول أن جبريل هو الذي وقت مواقيت الصلاة؟ قال: كذلك حدثني ابن مسعود، فبحث عمر عن ذلك حتى وجد ثبته، فما زال عمر عنده علامات الساعات ينظر فيه حتى قبض.
قال ابن عبد البر: قد أحسن حبيب بن أبي مرزوق في سياقه هذا الحديث على ما ساقه أصحاب ابن شهاب في الخمس صلوات لوقت واحد مرة واحدة، إلا أنه قال فيه عن عروة: حدثني أبو مسعود، والحفاظ يقولون: عن عروة عن بشير عن أبيه، وبشير هذا ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبوه أبو مسعود الأنصاري، اسمه عقبة بن عمر، ويعرف بالبدري لأنه كان يسكن بدرا، واختلف في شهوده بدرا.
وأما رواية أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم بمثل رواية ابن أبي ذؤيب وأسامة ابن زيد عن ابن شهاب في أنه صلى الصلوات الخمس لوقتين مرتين، وحديثه أبين في ذلك وأوضح، وفيه ما يضارع قول حبيب بن أبي مرزوق عن عروة عن أبي مسعود، فذكره من طريق علي بن عبد العزيز قال: حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا أيوب بن عتبة، حدثنا أبو بكر بن حزم أن عروة بن الزبير كان يحدث عمر بن عبد العزيز - وهو يومئذ أمير المدينة في زمن الحجاج والوليد بن عبد الملك، وكان ذلك زمانا يؤخرون فيه الصلاة - فحدث عمر عروة وقال: حدثني أبو مسعود الأنصاري، وبشير بن أبي مسعود - قال كلاهما قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم - أن جبريل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين دلكت الشمس - قال أيوب: فقلت: وما دلوكها؟ قال:
حين زالت - قال: فقال: يا محمد، صل الظهر، قال: فصلى، ثم جاءه حين