وبشر بن سوت الهمداني على عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب فقتلاه ورمي عبد الله بن عروة الخثعمي جعفر بن عقيل فقتله ثم حمل القاسم بن الحسن بن علي وبيده السيف فحمله عليه عمرو بن سعد بن نفيل الأسدي فضرب رأسه بالسيف فسقط القاسم إلى الأرض لوجهه وقال يا عماه فانقض الحسين إليه كالصقر ثم شد شدة ليث أغضب فضرب عمرا بالسيف فاتقاه بيده فقطع يده من المرفق فصاح فحملت خيل الكوفة ليستنقذوا عمرا فاستقبلته بصدورها فجالت عليه فوطئته حتى مات، وانجلت الغبرة والحسين واقف على رأس القاسم وهو يفحص برجليه والحسين يقول: بعدا لقوم قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة فيك جدك ثم قال عز والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك ثم لا ينفعك صوته والله هذا يوم كثر واتره وقل ناصره! ثم احتمله على صدره حتى ألقاه مع ابنه علي ومن قتل معه من أهل بيته.
ومكث الحسين طويلا من النهار كلما انتهي إليه رجل من الناس رجع وكره أن يتولي قتله وعظم إثمه [عليه]، ثم إن رجلا من كندة يقال له مالك بن النسير أتاه فضربه على رأسه بالسيف فقطع البرنس وأدمي رأسه وامتلأ البرنس دما فقال له الحسين لا أكلت بها ولا شربت وحشرك الله مع الظالمين وألقي البرنس ولبس القلنسوة وأخذ الكندي البرنس فلما قدم على أهله أخذ البرنس يغسل الدم عنه فقالت له امرأته أسلب ابن [بنت] رسول الله تدخله بيتي؟ أخرجه عني! فقال فلم يزل ذلك الرجل فقيرا بشر حتى مات.
ودعا الحسين بابنه عبد الله وهو صغير فأجلسه في حجره فرماه رجل من بني أسد فذبحه فأخذ الحسين من دمه فصبه في الأرض ثم قال: ربي إن تكن حبست عنا النصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير وانتقم من هؤلاء الظالمين.
ورمي عبد الله بن عقبة الغنوي أبا بكر بن الحسين بن علي بسهم فقتله،