الرأس. فلما رأين الرأس صحن، فصاح نساء يزيد وولول بنات معاوية. فقالت فاطمة بنت الحسين، وكانت أكبر من سكينة: أبنات رسول الله سبايا يا يزيد؟ قال: يا ابنة أخي أنا لهذا كنت أكره. قالت: والله ما ترك لنا خرص. فقال: يا أتى إليكن أعظم مما أخذ منكن. فقام رجل من أهل الشام فقال: هب لي هذه، يعني فاطمة، فأخذت بثياب أختها زينب، وكانت أكبر منها، فقالت زينب: كذبت ولؤمت، ما ذلك ولا له. فغضب يزيد واستطار ثم قال: إياي تستقبلين بهذا؟ إنما خرج من الدين أبوك وجدك. قال كذبت يا عدوة الله! قالت: أنت أمير تشم ظالما وتقهر بسلطانك؟ يزيد إلا أتتهن وأقمن المأتم وسألهن عما أخذ منهن فأضعفه لهن، فكانت سكينة تقول: ما رأيت كافرا بالله خيرا من يزيد بن معاوية.
ثم أمر بعلي بن الحسين فأدخل مغلولا فقال: لو رآنا رسول الله، صلي الله عليه وسلم، مغلولين لفك عنا. قال: صدقت. وأمر بفك غله عنه. فقال علي: لو رآنا رسول الله، صلي الله عليه وسلم، بعداء لاحب أن يقربنا. فأمر به فقرب منه، ونازعني سلطاني، فصنع الله به ما رأيت. فقال علي: (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكيلا