عظامه وبقي به رمق فأتاه رجل يقال له عبد الملك بن عمير اللخمي فذبحه فلما عيب ذلك عليه قال: إنما أردت أن أريحه.
قال بعضهم لم يكن الذي ذبحه عبد الملك بن عمير ولكنه رجل يشبه عبد الملك.
فلما أتى الحسين خبر قتل أخيه من الرضاعة ومسلم بن عقيل أعلم الناس ذلك وقال قد خذلنا شيعتنا فمن أحب أن ينصرف فلينصرف ليس عليه منا ذمام فتفرقوا يمينا وشمالا حتى بقي في أصحابه الذين جاؤوا معه من مكة وإنما فعل ذلك لأنه علم أن الأعراب ظنوا أنه يأتي بلدا قد استقامت له طاعة أهله فأراد أن يعلموا عليم يقدمون عليه.
ثم سار حتى نزل بطن العقبة فلقيه رجل من العرب فقال له أنشدك الله لما انصرفت فوالله ما تقدم إلا على الأسنة وحد السيوف إن هؤلاء الذي بعثوا إليك لو كانوا كفوك مؤنة القتال ووطأوا لك الأشياء فقدمت عليهم لكان ذلك رأيا فأما على هذه الحال التي تذكرها فلا أرى لك أن تفعل فقال إنه لا يخفي على ما ذكرت ولكن الله عز وجل لا يغلب على أمره ثم ارتحل منها.
ذكر عدة حوادث وفي هذه السنة حج بالناس عمرو بن سعيد العاص الأشدق وكان العامل على مكة والمدينة وفيها مات جرهد الأسلمي له صحبة. وفي أيام معاوية