فأجلسه تحته بدرجة ثم قام مصعب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
بسم الله الرحمن الرحيم (طسم تلك آيات الكتاب المبين نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون إلى قوله من المفسدين) فأشار بيده نحو الشام (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) وأشار نحو الحجاز (ونري فرعون وهامان وجنودهما ما كانوا يحذرون) وأشار نحو الكوفة وقال يا أهل البصرة بلغني أنكم تلقبون أمرائكم وقد لقبت نفسي بالجزار.
ذكر مسير مصعب إلى المختار وقتل المختار ولما هرب أشراف الكوفة من وقعة السبيع أتى جماعة منهم إلى مصعب فأتاه شبث بن ربعي على بغلة قد قطع ذنبها وطرف أذنها وشق قباءه وهو ينادي يا غوثاه فرفع خبره إلى مصعب فقال هذا شبث بن ربعي فادخل عليه فأتاه أشراف الكوفة فدخلوا عليه وأخبروه بما اجتمعوا عليه وسألوه النصر لهم والمسير إلى المختار معهم.
وقدم عليه محمد بن الأشعث أيضا واستحثه على المسير فأدناه مصعب وأكرمه لشرفه وقال لأهل الكوفة حين أكثروا عليه لا أسير حتى يأتيني المهلب بن أبي صفرة وكتب إليه وهو عامله على فارس يستدعيه ليشهد معهم قتال المختار فأبطأ المهلب واعتل بشئ من الخراج لكراهية الخروج، فأمر