يوم الثرثار الثاني ثم إن قيسا تجمعت واستمدت واستعدت وعليها عمير بن الحباب وأتاهم زفر بن الحرث من قرقيسيا وكان رئيس بني تغلب والنمر ومن معهما ابن هوبر فالتقوا بالثرثار واقتتلوا أشد قتال اقتتله الناس وانهزمت بنو عامر وكانت على مجنبة قيس وصبرت سليم وأعصرت حتى انهزمت تغلب ومن معها وقتل ابنا عبد يشوع وغيرها من أشراف تغلب، فقال عمير بن الحباب:
(فدا لفوارس الثرثار نفسي * وما جمعت من أهل ومال) (وولت عامر عنا فأجلت * وحولي من ربيعة كالجبال) (أكاوحهم بدهم من سليم * وأعصر كالمصاعيب النهال) وقال زفر بن الحرث:
(ألا من مبلغ عني عميرا * رسالة ناصح وعليه زاري) (أنترك حي ذي يمن وكلبا * ونجعل جدنا بك في نزار) (كمعتمد على إحدى يديه * فخانته بوهن وانكسار)