ثم بايعوا مروان لثلاث خلون من ذي القعدة سنة أربع وستين وقال مروان حين بويع له:
(لما رأيت الأمر أمرا نهبا * يسرت غسانا لهم وكلبا) (والسكسكيين رجالا غلبا * وطيئا يأباه إلا ضربا) (والقين يمشي في الحديد نكبا * ومن تنوخ مشمخرا صعبا) (لا يأخذون الملك إلا غصبا * فإن دنت قيس فقل لا قربا) (خبيب بضم الخاء المعجمة وفتح الباء الموحدة وسكون الباء تحتها نقطتان وآخرة باء موحدة).
ذكر وقعة مرج راهط وقتل الضحاك والنعمان بن بشير ثم إن مروان لما بايعه الناس سار من الجابية إلى مرج راهط وبه الضحاك بن قيس ومعه ألف فارس، وكان قد استمد الضحاك النعمان بن بشير وهو على حمص فأمده بشرحبيل بن ذي الكلاع واستمد أيضا زفر بن الحرث وهو على قنسرين فأمده بأهل قنسرين وأمده ناتل بأهل فلسطين فاجتمعوا عنده واجتمع على مروان كلب وغسان والسكاسك والسكون وجعل على ميمنته عمرو بن سعيد وعلى ميسرته عبيد الله بن زياد وكان يزيد بن أبي الغمس