وسار إلى اليمامة، فأطاعه الخوارج الذين بها وتركوا أبا طالوت فكتب نافع إلى ابن أباض وابن الصفار يدعوهما ومن معهما إلى ذلك فقرأ ابن الصفار الكتاب ولم يقرأه على أصحابه خشية أن يتفرقوا ويختلفوا فأخذه ابن أباض فقرأه وقال قاتله الله أي رأي رأي صدق نافع لو كان القوم مشركين كان أصوب الناس رأيا وكانت سيرته كسيرته في المشركين ولكنه قد كذب فيما يقول إن القوم برآء من الشرك ولكنهما كفار بالنعم والأحكام ولا يحل لنا إلا دماؤهم وما سوي ذلك فهو حرام علينا.
فقال له ابن الصفار برئ الله منك فقد قصرت وبرئ الله من ابن الأزرق فقد غلا فقال الآخر برئ الله منك ومنه.
فتفرق القوم واشتدت شوكة ابن الأزرق وكثرت جموعه وأقام بالأهواز يجبي الخراج ويتقوى به ثم أقبل نحو البصرة حتى دنا من الجسر فبعث إليه عبد الله بن الحرث مسلم بن عبيس بن كريز بن ربيعة من أهل البصرة.
(عبيس بالعين المهملة المضمومة والباء الموحدة والياء المثناة من تحت وبالسين المهملة وعبيد بن بلال بضم العين المهملة والباء الموحدة).
ذكر قدوم المختار الكوفة كانت الشيعة تسب المختار وتعيبه لما كان منه في أمر الحسن بن علي حين طعن في ساباط وحمل إلى أبيض المدائن حتى [إذا] كان زمن الحسين وبعث