يا ابنة رسول الله لقد كان صلى الله عليه وآله وسلم بالمؤمنين رؤوفا رحيما وعلى الكافرين عذابا أليما وإذا عزوناه كان أباك دون النساء وأخا ابن عمك دون الرجال آثره على كل حميم وساعده الامر العظيم لا يحبكم إلا العظيم السعادة ولا يبغضكم الا الردئ الولادة وأنتم عترة الله الطيبون وخيرة الله المنتخبون على الآخرة أدلتنا وباب الجنة لسالكنا وأما منعك ما سألت فلا ذلك لي وأما فدك وما جعل لك أبوك فإن منعتك فانا ظالم وأما الميراث فقد تعلمين انه صلى الله عليه وآله وسلم قال لا نورث ما أبقيناه صدقة قالت إن الله يقول عن نبي من أنبيائه يرثني ويرث من آل يعقوب وقال وورث سليمان داود فهذان نبيان وقد علمت أن النبوة لا تورث وإنما يورث ما دونها فما لي امنع ارث أبي أأنزل الله في الكتاب إلا فاطمة بنت محمد فتدلني عليه فاقنع به فقال يا بنت رسول أنت عين الحجة ومنطق الرسالة لا يدلي بجوابك ولا أدفعك عن صوابك ولكن هذا أبو الحسن بيني وبينك هو الذي اخبرني بما تفقدت وأنبأني بما اخذت وتركت قالت فإن يكن ذلك كذلك فصبرا لمر الحق والحمد لله اله الخلق (قال أبو الفضل) وما وجدت هذا الحديث على التمام إلا عند أبي حفان وحدثني هارون بن مسلم بن سعدان عن الحسن بن علوان عن عطية العوفي قال لما مرضت فاطمة (عليها السلام) المرضة التي توفيت بها دخل النساء عليها فقلن كيف أصبحت من علتك يا بنت رسول الله قالت أصبحت والله عائفة لدنياكم قالية لرجالكم لفظتهم بعد أن عجمتهم وشنئتهم بعد أن سبرتهم فقبحا لفلول الحد وخور القنا وخطل الرأي وبئسما قدمت لهم أنفسهم ان سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون لا جرم لقد قلدتهم
(١٩)