والاشباه والمناكر والموافقة والتزايد فأدته الاذان القلوب وأدته القلوب إلى الألسن بالبيان استدل به على العلم وعبد به الرب وأبارم به الامر وعرفت به الاقدار وتمت به النعم فكان من قضاء الله وقدره ان قربت زيادا وجعلت له بين آل سفيان نسبا ثم وليته احكام العباد يسفك الدماء بغير حلها ولا حقها ويهتك الحرم بلا مراقبة الله فيها خؤون غشوم كافر ظلوم يتخير من المعاصي أعظمها لا يرى لله وقارا ولا يظن أن له معادا وغدا يعرض عمله في صحيفتك وتوقف على ما اجترم بين يدي ربك ولك برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسوة وبينك وبينه صهر فلا الماضين من أئمة الهدى اتبعت ولا طريقتهم سلكت جعلت عبد ثقيف على رقاب أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم يدبر أمورهم ويسفك دماءهم فماذا تقول لربك يا معاوية وقد مضى من اجلك أكثره وذهب خيره وبقي وزره إني امرأة من بني ذكوان وثب زياد المدعى إلى أبي سفيان على ضيعتي ورثتها عن أبي وأمي فغصبنيها وحال بيني وبينها وقتل من نازعه فيها من رجالي فاتيتك مستصرخة فإن أنصفت وعدلت وإلا وكلتك وزياد إلى الله عز وجل فلن تبطل ظلامتي عندك ولا عنده والمنصف لي منكما حكم عدل فبهت معاوية ينظر إليها متعجبا من كلامها ثم قال ما لزياد لعن الله زيادا فإنه لا يزال يبعث على مثالبه من ينشرها وعلى مساويه من يثيرها ثم أمر كاتبه بالكتاب إلى زياد يأمره بالخروج إليها من حقها وإلا صرفه مذموما مدحورا ثم أمر لها بعشرين ألف درهم وعجب معاوية وجميع من حضره من مقالتها وبلوغها حاجتها
(٦٢)