وعبد الله الأصغر، المعقبون منهم أربعة عبد الله الأكبر وعاصم وعبيد الله وعبد الرحمن الأصغر، ومن البنات أربع منهن حفصة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم.
وكان عمر شاور الناس في التأريخ لأمور حدثت في أيامه، لم يعرف لها وقت تؤرخ به، فكثر منهم القول، وطال الخطب في تواريخ الأعاجم وغيرها، فأشار عليه علي بن أبي طالب أن يؤرخ بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وتركه أرض الشرك، فجعلوا التأريخ من المحرم، وذلك قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بشهرين واثنى عشر يوما لأنهم أحبوا أن يبتدئوا بالتاريخ من أول السنة، وكان في سنة 17 أو 18 يتنازع الناس في ذلك.
قال المسعودي: وقد روى الزهري محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة مهاجرا أمر بالتأريخ، وهذا خبر مجتنب * من حيث الآحاد، ومرسل من عند من لا يرى قبول المراسيل، وما حكيناه أول هو المتفق عليه إذ كان ليس في هذا الخبر وقت معلوم أرخ به ولا نقل كيفية ذلك.
وجعل عمر الامر بعده شورى في ستة نفر على وعثمان وطلحة، وكان غائبا، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص، وجعل معهم ابنه عبد الله ابن عمر مشيرا ومؤامرا وحاكما، وليس له من الامر شئ وأمهلهم ثلاثة أيام، وأمر أن يصلى بالناس فيها أبو يحيى صهيب الروم مولى عبد الله بن جدعان التيمي، وكان يقول إنه من النمر بن قاسط، وإنه صهيب بن سنان، ووكل بهم أبا طلحة زيد بن سهل الأنصاري، ثم الخزرجي من بنى عدى بن عمرو بن مالك بن النجار وهو زوج أم سليم أم أنس بن مالك في خمسين رجلا من الأنصار، وأمره باستحثاثهم وأن لا تمضي الثلاثة أيام إلا وقد أبرموا أمرهم، وأجمعوا على رجل منهم، وقال إن اجتمع خمسة وخالف واحد فاقتلوه، وكذلك إن خالف اثنان