بالرسالة المعروفة برسائل بيت الذهب التي أولها:
إلى الإسكندر ملك ملوك الأمم من عبده أرسطاطاليس، أما بعد، كتبت إلى تذكر الذي أعجبك من بنيان بيت الذهب بالهند، وما ذكرت أنك رأيت فيه من العجائب والبنيان الشامخ المزخرف بأنواع الجوهر، وما يونق العين من الذهب الأحمر، حتى قد بهر العيون منظره وسار في الأمم ذكره، وقد كتبت إليك أيها الملك أصونك لمعرفتك بالأمور السابقة العليا والأرضية السفلى، ان يعجبك شئ صنعته الأيدي المنينة بالحكمة في الأيام القصيرة، ومدة الزمان اليسيرة، ولكني أرضى لك أيها الملك أن ترفع نظرك إلى ما فوقك وتحتك وعن يمينك وعن شمالك من السماء والصخور والجبال والبحور، وما في ذلك من العجائب الغامضة والمصانع الظاهرة والبنيان الشامخ الذي لا ينحته الحديد ولا يثلمه المجانيق، ولا يعمله الأجساد المخلخلة الضعيفة في المدة المنقطعة - ثم مر في إتمام الرسالة في وصف الأرضين والبحار والأفلاك والنجوم والآثار العلوية وغير ذلك مما يحدث في الجو مما قد ذكرناه مع رسائل أرسطاطاليس إلى الإسكندر في السياسات الديانية والملوكية وغير ذلك في كتاب (فنون المعارف، وما جرى في الدهور السوالف) وهذه الرسالة مستفيضة في أيدي الناس وكانت العرب قبل ظهور الاسلام تؤرخ بتواريخ كثيرة، فأما حمير وكهلان ابنا سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بأرض اليمن، فإنهم كانوا يؤرخون بملوكهم السالفة من التبابعة وغيرهم، كملك تبع الأكبر وتبع الأصغر وتبع ذي الأذعار وتبع ذي المنار. وأرخوا بنار صوران وهي نار كانت تظهر ببعض الحرار من أقاصي بلاد اليمن أحدها حر والتي يقال إن الحبرين الذين قدم بهما تبع أبو كرب من المدينة إلى اليمن حاكما أهل اليمن إليها، وكان ذلك سبب تهود كثير من أهل اليمن وذلك مشهور في أخبارهم، وأرخوا بعث شعيب بن مهذم وملك ذي