السلطان وهو يقرب من نهر الأرنط، نهر حمص وأنطاكية.
وكان مارون قد أحدث آراء بان بها عمن تقدمه من النصارى في المشيئة وغيرها وكثر متبعوه، وقد أتينا على شرح مذهبه وموافقته الملكية والنسطورية واليعاقبة في الثالوث ومخالفته إياهم فيما يذهب إليه من أن المسيح جوهر ان أقنوم واحد مشيئة واحدة وهذا القول متوسط بين قول النسطورية والملكية وغير ذلك في كتابنا في المقالات في أصول الديانات، ولبعض متبعيه من المارونية ويعرف بقيس الماروني كتاب حسن في التاريخ وابتداء الخليقة والأنبياء والكتب والمدن والأمم وملوك الروم وغيرهم وأخبارهم، انتهى بتصنيفه إلى خلافة المكتفى ولم أر للمارونية في هذا المعنى كتابا مؤلفا غيره.
وقد ألف جماعة من الملكية والنسطورية واليعقوبية كتبا كثيرة ممن سلف وخلف منهم.
وأحسن كتاب رأيته للملكية في تاريخ الملوك والأنبياء والأمم والبلدان وغير ذلك كتاب محبوب بن قسطنطين المنبجي، وكتاب سعيد بن البطريق المعروف بابن الفراش المصري بطريرك كرسي مارقس بالإسكندرية، وقد شاهدناه بفسطاط مصر، انتهى بتصنيفه إلى خلافة الراضي. وكتاب اثنايوس الراهب المصري رتب فيه ملوك الروم وغيرهم من الأمم وسيرهم وأخبارهم من آدم إلى قسطنطين بن هيلانى، ورأيت لأهل المشرق من العباد كتابا ليعقوب بن زكرياء الكسكري الكاتب وقد شاهدناه بأرض العراق والشأم يشتمل على أنواع من العلوم في هذه المعاني، يزيد على غيره من كتب النصارى، وكتابا * لليعاقبة في ذكر ملوك الروم واليونانيين وفلاسفتهم وسيرهم وأخبارهم ألفه أبو زكريا دنخا النصراني وكان متفلسفا جدلا نظارا جرت بيني وبينه مناظرات كثيرة ببغداد في الجانب الغربي بقطيعة أم جعفر وبمدينة تكريت في الكنيسة المعروفة