أطلبه وأسأل عنه والله يعلم لو ظفرت به قبل أن يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقتلته ثم طلع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عنده جالس فجعل يعتذر إلى رسول الله ويقول سب يا محمد من سبك وآذ من آذاك فقد كنت موضعا في سبك وأذاك وكنت مخذولا وقد نصرني الله عز وجل وهداني إلى الاسلام قال الزبير فجعلت أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه ليطأطئ رأسه استحياء منه مما يعتذر هبار فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قد عفوت عنك والاسلام يجب ما كان قبله وكان اشنأ من أحد فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم حلمه وما يحمل عليه من الأذى فقال يا هبار سب من سبك قال ابن عمرو حدثني هشام بن عمارة عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه في مسجده منصرفه من الجعرانة فطلع هبار بن الأسود من باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما نظر القوم إليه قالوا يا رسول الله هبار بن الأسود فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأيته فأراد بعض القوم القيام إليه فأشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن اجلس ووقف عليه هبار فقال يا رسول الله السلام عليك إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله ولقد هربت منك في البلاد وأردت اللحوق بالأعاجم ثم ذكرتك وعائدتك وفضلك وبرك وصفحك عمن جهل عليك وكنا يا رسول الله أهل شرك فهدانا الله عز وجل بك وتنقدنا من الهلكة اصفح على جهلي وعما كان يبلغك عنى فإني مقر بسوءتي معترف بذنبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عفوت عنك وقد أحسن الله بك حيث هداك للاسلام والاسلام يجب ما قبله * وهند بن أبي هالة واسم أبى هالة النباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة ابن غوى بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم قدم أبو هالة مكة وأخواه عوف وأنس فحالفوا بنى عبد الدار بنى قصي بن كلاب وأقاموا معهم بمكة وتزوج أبو هالة خديجة ابنة خويلد فولدت له هندا وهالة رجلين فمات هالة وأدرك هند الاسلام فأسلم وكان الحسن بن علي عليه السلام يحدث عنه بقول حدثني خالي هند بن أبي هالة
(٤٠)